للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلت أعطني ورقة منه أنظر فيها. فأعطاني فأجلت فيها نظري وأحضرت لها ذهني فلم أزدد مما فيها إلَّا بُعدًا فدعوت بالخضر (١) بن علي وذلك في صدر النهار فلم ينتصف حتى فرغ من قراءتها بينه وبين نفسه ثم أخذ يفسرها وأنا أكتب ثم رددت الورقة وأخذتُ منه أخرى والخضر (١) عندي فجعل يفسر وأنا أكتب حتى أخذتُ منه نحوًا من ثلاثين ورقة وانصرفتُ في ذلك اليوم ثم دخلت يومًا عليه فقلت يا ذوبان هل يكون في الدنيا (٢) أحسن من هذا العلم؟ فقال لولا أن العلم مضنونٌ به وهو سبيل الدنيا والآخرة لرأيت أن أدفعه إليك بتمامه ولكن لا سبيل إلى أكثر مما أخذت. ولم تكن (٣) الأوراق التي أخذتها على التأليف (٤) لأنها تتضمن أمورًا لا يمكن إخراجها. فحدثني الحسن بن سهل قال قال لي المأمون يومًا أي كتب العرب أنبل وأفضل (٥) فجعلت أُعدّد كتب المغازي والتواريخ حتى ذكرتُ تفسير القرآن. فقال كلام الله لا يشبهه شيء ثم قال أي كتب العجم أشرف فذكرت كثيرًا منها ثم قلت كتاب (جاويذان خرد) يا أمير المؤمنين فدعا بفهرست كتبه وجعل يقلبه فلم ير


= القلوب من تأليف واضع (الأصل واضح) عمود الحكمة" فلما نظر الملك إلى هذه الترجمة شغفه حبها فقال لكنجور لقد علمت أن هذه الترجمة قد غلبت على هواي وقادت عزمي وبعثت رأيي على طلب هذا الكتاب فاسأل سؤالًا حفيًّا يرجع بجلية الخبر وابعث الأدلاء في تفتيش منازل الحكماء فإن وجد في شيءٍ من مملكتي كنت أولى الناس باصطناع صاحبه وأدات (؟) من قرابته وإن وصف إنه في شيءٍ من أقاليم الروم والهند كتبت إلى ملك ذلك الإقليم وسأَلته أن يمنّ على بدفع نسخة منه إليَّ وكافأت مهديه مكأفاة مثلي على وجوب (لعلها وجود) طلبته. فقال كنجور لست أَغفل عن ذلك ايها الملك باستفراغ مجهودي والله المعين وصار إلى منزله فلم يخرج حتى وضع هذا الكتاب وهو من أنبل كتب العجم فقلت له أعطني الخ.
(١) ت بالخليل فقط هنا وفيما يأتي.
(٢) ت من يحسن مثل هذا الكتاب. فقال يجوز أن يكون فيها من يحسن ترجمة هذا الكتاب ولا يجوز أن يكون فيها أن (؟ من) يحسن مثل هذا الكتاب. فقلت هل تعرف الذي يترجمه. قال نعم وأصفه لك قال هو طُوال أنزع إذا تكلم يتتعتع يخرج منه كلام وهو فيه إمام يفوق أهل زمانه بما يرتفع من تبيانه اسمه الخليل يقوم بأمر جليل لو كان له عمر طويل ولولا العلم سبيل الدنيا والآخرة وهو الكرامة الفاخرة، ومن معرفة قدره الظن (؟ الضنّ) به لرأيت أن أدفع الخ.
(٣) ت قال الفضل بن سهل ولم تكن الخ.
(٤) ت والنظم غير أنا كتبنا أبوابًا يشهدها القلوب بحقيقة الصحة وتحلف لها الألسن بغاية النهاية. قال الفضل بن سهل قال لي المأمون يومًا الخ.
(٥) قلت المبتدي (كذا) قال لا قلت فالمغازي، قال لا قلت فالتاريخ. قال لا فسكتُّ. قال تفسير القرآن لأن كلام العرب (؟ لعله الرب) لا شبيه له وتفسيره لا شبيه له. ثم قال فأَي كتب العجم الخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>