للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم برع لهؤلاء من التلامذة من فاقوا عليهم وتصدروا للرئاسة وأنافوا وبرزوا وطار لهم دوي في أكناف البسيطة كأبي علي الفارسي والسيرافي والزجاجي وأبي الطيب اللغوي وابن خالويه والرماني وابن فارس والأزهري إلى غيرهم.

ولكن مما لا يستهان به في مثل هذا المقام أن أبا عمر الزاهد مع شهرته لم يطبع إلى الآن شيء من تآليفه الخطيرة التي هي مادة اللغة وينبوعها الصافي ولا عُرف بالبقاءِ منها غير فائت الفصيح عند بعض منتحلي العلم بدهلي وغير العشرات بخزانة برلين وغير هذا الكتاب الذي نحن بصدده مع أن ثلاثة منها غير هذه كانت توجد إلى آخر المائة (١١) كما تراه في الثبت.

وهذه النسخة فريدة فيما بلغه علمي وأحاطه نظري توجد بخزانة رامبور (الهند) في ١٣ صفحة وهي حديثة غير مضبوطة (١) ولا عارية عن الأغلاط بخط وسط ولم يثبت عليها تاريخ نسخها غير أني أقدر نظرًا إلى نوع خطبها وورقها أن تكون كتبت في آخر المائة الثانية عشرة للهجرة نسختها في جلستي الصباح والمساء في بعض أيام شوال سنة ١٣٤٦ هـ (٣ أبريل سنة ١٩٢٨).

وثبت على النسخة ترجمته (بكتاب المداخلات) والمجمع عليه (المداخل) انظر فهرستي النديم وابن خير والوفيات وكشف الظنون وأبا العلاء (٢) وما إليه عن الغفران ومعجم الأدباء وغيرها. قال خليفة أنه مختصر في اللغة وعليه (زيادات) وهو أحد وثلاثون بابًا سبعة منها زيادات عليه. قال العاجز الموجود في نسختنا وحاشاها من الخرم الحادث ثلاثون فقط. فلعل خليفة غَلِتَ في الحساب أو يكون أصل نسخة رامبور مقتضبًا.

وهذه الزيادات لم يذكرها أحد ممن ترجم لأبي عمر. نعم ذكروا له عليه كتابًا آخر رسمه عند ابن النديم (حلى المداخل) وعند ياقوت (حل المداخل) وفي الوفيات (علل المداخل). وليس في نسختنا علامة تدلنا على إفراز الزيادات عن الأصل.

ولأبي الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي صاحب مراتب النحويين كتاب في مثل هذا المعنى سماه شجر الدُر ذكر أبو العلاء (٢) أنه سلك فيه مسلك أبي عمر في


(١) والذي يظهر لي أن أصلها كان مصححًا.
(٢) ص ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>