للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إحدى بني جعفر كَلِفْتُ بها ... لم تُمْسِ مني نَوْبًا ولا قَرَبا

والنَوْبُ القَرَب (١). وقال عَبيد (٢):

أزعمتَ أنك قد قتلـ ... ـتَ سَراتَنا كذِبًا ومَينا

وهما واحد.

وإذا اجتمع للشيء اسمان واختلف لفظاهما فربما أضافوا الأول إلى الآخر.

قال الكميت (٣):

وميراث ابن أبجر حين ألقى ... بأصل الضنء ضئضئه الأصيل

والضنء والأصل واحد. ومن ذلك قول الله تعالى {وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيرٌ}، وقوله تعالى: {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} والدين والحنيفية القيمة (٤). ومن ذلك قول الناس مسجد الجامع وإنما هو المسجد الجامع (٥). قال أبو ذؤيب (٦):

فإِن تك أنثى من معدّ كريمةً ... علينا فقد أُعطيتِ نافلةَ الفَضْلِ

والنافلة هي الفضل. وقال النمر بن تَوْلب:

سقيَّةُ بين أنهار ودُوْر (٧) ... وزرعٍ نابت وكُرومِ جَفْنِ

والجَفْنة الأصل من الكَرْم فقال وكروم جفن وهما واحد وإنما جاز ذلك لما اختلف اللفظان. وقال رؤبة:


(١) الثوب ما كان منك مسيرة يوم وليلة وكذا القَرَب. وكان في الأصل في البيت وبعده ثوب محرفًا.
(٢) ديوانه ص ٢٧.
(٣) هذا البيت لم أقف عليه.
(٤) كذا في الأصل والظاهر والدين والقيمة الحنيفية أو ودين الحنيفية القيمة يشير إلى كلمة حُنفَاء المتقدمة في الآية.
(٥) النحاة يجعلونه من باب إضافة الموصوف إلى الصفة.
(٦) من كلمة في الخزانة ٤: ٤٩٨. وقبله:
ألا زعمت أسماء أن لا أحبّها ... فقلت بلى لولا ينازعني شغلي
جزيتك ضعف الودّ لما اشتكيته ... وما إن جزاك الضعف من أحد قبلي
فإنْ ... البيتَ.
(٧) من الصاحبي ٢٠٦ وكان في الأصل أنهار وزون محرفا وفي اللسان (الجفن) أنهار عذاب قال أراد وجفن كروم فقلب والجفن الكرم أضافه إلى نفسه اهـ أقول لما كانا شيئًا واحدًا فأي حاجة إلى هذا القلب.

<<  <  ج: ص:  >  >>