للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(١) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أما بعد: فإن رابطة الإسلام التي جمعتنا بكم في هذا السفر البعيد هي أعظم رابطة، ونحن دائمًا في المناسبات نبين أنها أقوى من رابطة النسب، والدليل على أن رابطة الإسلام أقوى من رابطة النسب أن الله تعالى يقول في كتابه: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [المجادلة: ٢٢] لأن أقرب العصبات الآباء والأبناء والإخوان والعشائر، كما أننا نبين دائمًا بالمناسبات أن رابطة الإسلام لقوتها ربطت بين السماء والأرض، وربطت بين الخلق والخالق؛ ولذلك كان الله ولي المؤمنين من أجل رابطة الإيمان، قال تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة: ٢٥٧] وقال تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ} الآية [المائدة / ٥٥] وقال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا} [محمد: ١١] هذه الآيات تبين أن الله هو ولي المؤمنين؛ لقوة رابطة الإيمان، كما بين أن المؤمنين أيضًا المتقين أولياء الله، قال: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢)} [يونس: ٦٢] ثم بين أن سبب ولايتهم لله هو الإيمان والتقوى حيث قال بعد قوله: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢)} [يونس: ٦٢] مبينًا أولياء الله، قال الله في ذلك: {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (٦٣)} [يونس: ٦٢، ٦٣].

ولأجل هذه الرابطة العظمى رابطة الإسلام كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ولي


(١) من الشريط السادس.

<<  <   >  >>