للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالحَصْر، والحَصْر في هاتين الصِّيغَتْين باطل؛ فإن في كلام العرب صِيَغاً كثيرة تَقْتضي من معنى التعجُّب ما يَقْتضيه (ما أَفْعَلَهٌ وأَفْعِلْ بِه).

من ذلك (فَعُلَ) نحو: لَقَضُوَ الرجلُ (١)، وفي القرآن {سَاءَ مَثَلاً القَوْمُ (٢)} - {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ (٣)}.

ومنه: لِلَّهِ أنتَ، لِلَّه دَرُّكَ (٤)، ووَاهاً لزيدٍ (٥).

* ولِلَّهِ عَيْنَا مَنْ رَأَى مِنْ تَفَرُّقِ (٦) *

وحَسْبُك به رجلاً، و ((كَفَى باللَّهِ شَهِيداً (٧)))

و* للَّه يَبْقَى على الأَيَّام ذُو حِيَدٍ (٨) *


(١) يجوز التعجب من كل فعل ثلاثي ينقل إلى (فَعُلَ) مضموم العين، وإذا بُنى من فعل معتل اللام من ذوات الياء قلبت الياء واو لانضمام ما قبلها، مثل: رَمُوَ الرجل، وقَضُوَ الرجل، في معنى: ما أرماه، وما أقضاه.
(٢) الأعراف/ آية ١٧٧.
(٣) الكهف/ آية ٥.
(٤) الأصل في هذا القول أن الرجل إذا كثر خيره وعطاؤه وإنالته الناسَ قيل: لله دَرُّه، أي عطاؤه وما يؤخذ منه، فشبهوا عطاءه بدَرّ الناقة، ثم كثر استعمالهم حتى صارو يقولونه لكل متعجب منه. وانظر: اللسان (درر).
(٥) في اللسان (ويه): ((وإذا تعجبت من طيب الشِيء قلت: وَاهاً له ما أطيبه! ومن العرب من يتعجب بواهاً فيقول: وَاهاً لهذا، أي ما أحسنه)).
(٦) عجزه: * أشتَّ وأنأى من فراق المحصَّبِ *
وهو من شواهد اللسان (حصب) والتذييل والتكميل لأبي حيان (ج ٣ ص ٢١٠ - ب). والمحصب: موضع رمي الجمار بمنى. وقيل: الشِّعب الذي مخرجه إلى الأبطح بين مكة ومنى.
(٧) سورة الفتح/ آية ٢٨.
(٨) من شواهد سيبويه ٣/ ٤٩٧، والمقتضب ٢/ ٣٢٤، وابن يعيش ٩/ ٩٨، ٩٩، وشرح الرضي على الكافية ٤/ ٣١٥، والخزانة ١٠/ ٩٥، وديوان الهذليين ٣/ ١
وعجزه: * بُمشْمَخَرٍّ به الطيَّانُ والآسُ * ... =

<<  <  ج: ص:  >  >>