للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أحب أن أعيد عليهم ما كتبت هناك، ولكني أحب أن أبين لهم عن أصل هذا النزاع الذي نازعنيه الأستاذ الفاضل. وذلك أنى رأيت كاتبًا بسط لسانه بسطًا عريضًا في دين جماعة صحبوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، هم: معاوية بن أبي سفيان، وأبوه أبو سفيان، وأمه هند بنت عتبة، وعمرو بن العاص. ثم أدخل معهم سائر بني أمية. وزعمت في هذه المقالة أيضًا أنى لن أناقش منهجه التاريخي: "لأن كل مُدَّع يستطيع أن يقول: هذا منهجي، وهذه دراستي" وقلت: "وأيضًا فإني لن أحقق في هذه الكلمة فساد ما بنى عليه الحكم التاريخي العجيب، الذي استحدثه لنا هذا الكاتب، بل أدعه إلى حينه" وقلت: "بل غاية ما أنا فاعل: أن أنظر كيف كان أهل هذا الدين ينظرون إلى هؤلاء الأربعة بأعيانهم، وكيف كانوا -هؤلاء الأربعة- عند من عاصرهم ومن جاء بعدهم من أئمة المسلمين وعلمائهم".

وأظن أني بهذه الكلمات قد حددت كل التحديد غايتى فيما أكتب. أظن ذلك، وأظن أيضًا أن لكل كاتب بعض الحرية! ! في أن يحدد ما يريد لنفسه في سياق ما يريد أن يكتب. وبخاصة إذا كان يريد أن يعرف الناس بشيء هم قد غفلوا عنه، وبخاصة في زمن أصبح العلم فيه لجاجات تكتب كما تكتب مقالات الصحف اليومية في المنازعات الحزبية! وبخاصة في أمر فيه نذير شديد من الله سبحانه! وبخاصة إذا كان هذا الكاتب يؤمن بأن الإنسان مسئول بين يدي ربه عن كل ما يقول وكل ما يكتب وكل ما يفعل!

بيد أن الأستاذ الفاضل ظن أنه كان يجب عليّ أو لا غير هذا. إذ ظن أن صاحبه نقد معاوية نقدًا تاريخيا، فطالبنى أن أبين أن الوقائع التي ذكرها في كتابه غير صحيحة، ثم زاد شيئًا آخر عجل إليه فزعم أنى لا أستطيع أن أفعل شيئًا من ذلك، لأن صاحبه نقلها من كتب التاريخ ولم يخترعها اختراعًا، ولأنها معروفة لدى الصغير والكبير؟ ! فأظن أنا أيضًا أنى بينت عن طريقى في الكلمات التي نقلتها آنفًا، وأنى سوف أترك هذا إلى حينه. فلست أدري لم يعجل الأستاذ الفاضل كل هذه العجلة على امرئ مِثْلى، فيضربه بالعجز عن ذلك قبل أن يبين