للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبرَّ على الخصوم، فليس خَصْمٌ ... ولا خَصْمان يغلبُه جدالا

ولبَّس بين أقوام، فكلٌّ ... أعدّ له الشَّغازِب والمِحَالا

(ع) هما لذى الرمة يمدح بلالا. وصلتهما:

وكلهم ألدّ أخو كِظاظٍ ... أعدّ لكل حال الناس حالا

أبرّ على الخصوم .. إلخ

قضيت بمدّة (١) فأصبت منه ... فُصوصَ الحق فانفصل انفصالا (٢)

وحُقَّ لمَنْ أبو موسى أبوه ... يوفّقه الذي نَصَب الجبالا

هكذا صواب إنشاده واتصال أبياته. وقوله "ولبّس" إنما هو ولبْسٍ وهو معطوف على قوله:

ومُعْتَمِدٍ جعلتَ له ربيعًا ... وطاغيةٍ جعلتَ له نَكالا

أي رجل اعتمدك لِخَلَّة كنت له حيًا بمنزلة الربيع

(ص ٢٧٥ س ١٦) وأنشد أبو على:

فَخْرَ البَغِيّ بحِدْجِ ربَّـ ... ـتِها إذا ما الناس شلُّوا

(ع) إنما هو "إذا الناس استقلوا" يريد استقلالهم وارتحالهم للنُجْعة، فأما الشَّل والطرد فإنما يكون عند الفزع والخوف، ولات حين إعجاب ولا فخر.

قال الراجز:

عاينَ حيًّا كالحِرَاجِ نَعَمُهْ ... يكون أَقْصَى شَلِّه مُحْرَنْجمُهْ

يقول إذا شلّ الناس وطردوا نَعَمَهُمْ ناجين هاربين يكون أقصى شلّ هذا بروكه في مواضعه لعزة أصحابه ومنعتهم. وهو لدحْسوس بنت لقيظ -وقد تقدمت من


(١) ويروى قضيت بِمِرّة أي بأحكام.
(٢) فصوص الحق مفاصله.