للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٢ - كتاب الرثاء]

في شعر أبي تمام، والبحتري، والمتنبي -تأليف أديبة فارس- مطبعة الاعتدال بدمشق الشام

هذا الكتاب -رسالة اجتازت مؤلفتها امتحان شهادة الآداب العليا بالجامعة السورية سنة ١٩٣٢. وقد أجادت الآنسة الأديبة "أديبة فارس" فهم الشعر الذي تعرضت لهُ فاختارت من شعر أبي تمام قصيدته في رثاء ولده التي أولها:

كان الذي خفت أن يكونا ... إنَّا إلى الله راجعونا

ومن شعر أبي عبادة البحترى قصيدة في رثاء خليله جعفر المتوكل الخليفة العباسى المقتول وأولها:

محلٌّ على القاطُولِ أخلَقَ داثِرُهْ ... وعادت صُروف الدهر جيشًا تُغاورهْ

ومن شعر أبي الطيب المتنبى رثاءَه لجدتهِ الذي أوله:

ألا لا أُرى الأحداث مدحًا ولا ذَمًّا ... فما بطشها جهلًا ولا كفُّها حلما

وقد وضعت المؤلفة الموفقة القصائد تامة في أول رسالتها مع ترجمة مختصرة لكل شاعر من هؤلاء الثلاثة ثم اتبعت ذلك بكلامها وفهمها وبحثها في الرثاء ما هو وقد أجادت. ثم أخذت كل قصيدة بمفردها فنظرت فيها وفي بلاغة الرثاء فيها نظرًا جيدًا وتكلمت على أبيات كلٍّ منها وموضع الإحساس في أبياتها وعارضت بين الشعراء الثلاثة معارضة صادقة. والذي يفرحنا من هذه الرسالة أن مؤلفتها امرأة، ثم امرأة متعلمة، ثم أديبة، ثم ناقدة. وقلَّ أن تجدَ في النساء الأديبات اللواتى يفرغنَ للأدب ولذاتِه وهمِّه أيضًا. وللآنسة أديبة فارس، أسوة بجدَّتها سُكيْنة بنت الحسين -رضي الله عنها- التي استخذَى لنقدها وبصرها بالأدب فحول الشعراء من الأولين كعمر بن أبي ربيعة ونُصَيْب الأسود وجميل العذرى وكثيّر عزَّة الخزاعي وغيرهم من شياطين الشعر. وللآنسة "أديبة" فكرٌ جيد في فهم الألفاظ


(*) المقتطف، المجلد ٨٢، مايو ١٩٣٣، ص: ٦٢٧ - ٦٢٨