للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= تَعْدُو الذِّئَابَ عَلَى مَنْ لَا كِلَابَ لَهُ ... وَتَتَّقِي مَرْبَضَ المُسْتَأْسِدِ الحَامِي
فَقَالَ: هُوَ لِلنَّابِغَةِ فِي قَصيْدَتِهِ الَّتِي أَوَّلُهّا (١):
قَالَتْ بَنُو عَامِرٍ خَالو بَنِي أسَدٍ ... يَا بُؤْسَ لِلْحَرْبِ ضَرَّارًا لأَقْوَامِ
قَالَ: وَأَظُنُّ الزُّبَرَقَانَ اسْتَزَادَهُ فِي شِعْرِهِ كَالمَثَلِ حِيْنَ جَاءَ مَوْضِعَهُ مُجْلِبًا لَهُ فِي قَصِيْدَتِهِ الَّتي أَوَّلُهَا:
أَبْلِغْ سَرَاةَ بَنِي عَوْفٍ مُغَلْغَلَةً.
وَقَدْ تَفْعَلُ ذَلِكَ العَرَبُ لَا يُرِيْدُونَ السَّرَقَ.
وَأَخْبَرَ عُبَيْدُ اللَّهِ بن أَحْمَد عَنْ أَبِي دُرَيْدٍ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ الأَصْمَعِيّ قَالَ: مَاتَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ وَهُوَ ابْنُ خَمْسِيْنَ سَنَةً وَإِنَّمَا قَالَ مِنَ الشِّعْرِ قَلِيْلًا. قَالَ وَالنَّابِغَةُ الجَّعْدِيّ فَحْلٌ وَكَانَ جَيِّدَ الصِّفَةِ لِلْخَيْلِ وَقَدْ أَحْسَنَ فِي قَصيْدَتِهِ الَّتِي يَقُوْلُ فِيْهَا:
تِلْكَ المَكَارِمُ لَا قَعْبَانُ مِنْ لَبَنٍ ... شِيْبًا بِمَاءٍ فَصَارَا بَعْدُ أَبْوَالَا (٢)
قُلْتُ: فَمَا مَذْهَبُهُ فِي هَذَا البَيْتِ يَدْخُلُ شِعْرَ غَيْرِهِ؟ قَالَ: لَمَّا قَالَ سِوَارُ بن الحَثَا القُشَيْرِيّ:
وَمِنَّا الَّذِي أسرَ حَاجِبًا ... وَمِنَّا الَّذِي سَقَى اللَّبَنَ
فَقَالَ النَّابِغَةُ: "حَسَدَ تِلْكَ المَكَارِمَ لَا قَعْبَانُ مِنْ لَبَنٍ". وَقَالَ (٣):
فَإنْ يَكُنْ حَاجِبًا مِمَّنْ فَخَرْتَ بِهِ ... فَلَمْ يَكُنْ حَاجِبٌ عَمًّا وَلَا خَالَا
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: وَلَوْ كَانَتْ هَذِهِ القَصِيْدَةِ لِلنَّابِغَةِ الأَكْبَرِ بَلَغَتْ كُلَّ مَبْلَغٍ.
قَالَ ابْنُ سَلَامٍ: وَقَالَ أَبُو الصَّلْتِ بن أَبِي رَبِيْعَةَ الثَّقْفِيُّ فِي سَيْفِ ذِي يَزَنٍ حِيْنَ ظَهَرَ عَلَى الحَبَشَةِ:

<<  <  ج: ص:  >  >>