للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= الإِسْلَامَ لِخَلْقِهِ وَاصْطفَاهَا لِنَفْسِهِ فَسَهَّلَ شَرَائِعَهُ عَلَى مَنْ وَرَدَهُ، وَأَعَزَّ أَرْكَانَهُ عَلَى مَنْ عَانَدَهُ، جَعَلَهُ سُلَّمًا لِمَنْ دَخَلَهُ، وَدِيْنًا لِمَنْ انتحَلَهُ، وَشَرَفًا لِمَنْ عَرِفَهُ، وَعِزًا لِمَنْ وَصَفَهُ، وَبُرْهَانًا لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ، وَحُجَّةً لِمَنْ خَاصَمَ بِهِ، وَعِلْمًا لِمَنْ عَمِلَ بِهِ، وَحِكْمَةً لِمَنْ نَطَقَ بِهِ، وَحَبْلًا وثيْقًا لِمَن اعْتَصَمَ بِهِ، وَنَجَاةً لِمَنْ آمَنَ بِهِ. فَالإيْمَانُ مَنْهَجُ الحَقِّ، وَالحَقُّ سَبِيْلُ الهَدَى، وَالهُدَى سَبْقَةُ الحَلْبَةِ، فَهُوَ أَبْلَجُ مِنْهَاجٍ وَأَنْوَرُ سِرَاجٍ وَأَرْفَعُ غَايَةٍ وَاضِحُ البَيَانِ عَظِيْمُ البُرْهَانِ الأَمْنُ وَالصَّالحِاتُ مِنْهَا وَبِالأَمِنْ يُسْتَدَلُّ عَلَى الصَّالِحَاتِ وبِالصَّالِحَاتِ يَعمّ الفقْهُ وَبَالفقْهِ يُرْهبُ المَوْتُ وَبِالمَوْتِ تُخْتَمُ الدُّنْيَا وَبِالدَّنْيَا تُحَازُ الآخِرَةُ وَفِي الآخِرَةِ حَسْرَةُ أَهْلِ النَّارِ وَذِكْرُ النَّارِ مَوْعِظَةِ أَهْلِ التَّقْوَى.
الإيْمَانُ مَبْنِيٌّ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ عَلَى الصَّبْرِ وَاليَقِيْنِ وَالعَدْلِ وَالحَقِيْقَةِ فَالصَّبْرُ مِنْ ذَلِكَ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ عَلَى الشَّوْقِ وَالإِشْفَاقِ إِلَى الجَّنَةِ سَلَا عَنْ الشَّهَوَاتِ وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ ارْتَدَعَ عَنِ المُحَرَّمَاتِ وَمَنْ زَهِدَ هَانَتْ عَلَيْهِ المُصِيْبَاتُ وَمَنْ ارْتَقَبَ المَوْتَ أَسَرَعَ فِي دَفْعِ الخَيْرَاتِ.
وَاليَقِيْنُ مِنْ ذَلِكَ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ عَلَى تَبْصِرَةِ الفَطِيْنَةِ وَتأَوُّلِ الحِكْمَةِ وَمَوْعِظَةِ العِبْرَةِ وَمَعْرِفَةِ السُّنَّةِ أَبْصَرَ الفِطْنَةَ تَأَوَّلَ الحِكْمَةَ وَمَنْ تأَوَّلَ الحِكْمَةَ عَرفَ العِبْرَةَ وَمَنْ عَرفَ العِبْرَةَ أَدْرَكَ السُّنَّةَ وَمَنْ أَدْرَكَ السُّنَّةَ فَكَأَنَّمَا كَانَ فِي الهُدَاةِ الأَوَّلِيْنَ.
وَالعَدْلُ مِنْ ذَلِكَ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ عَلَى غَائِصِ الفَهْمِ وَرَوْضةِ العِلْمِ وَشَرَائِعِ الحِكْمِ وَزَهْرَةِ الحِلْمِ مَنْ فَهِمَ فَسَّرَ جُمَلَ العِلْمِ وَمَنْ فَسَّرَ جُمَلَ العِلْمِ شَرَعَ الحُكْمَ وَمَنْ شَرَعَ الحُكْمَ عَرِفَ الحِلْمَ وَمَنْ حَلِمَ لَمْ يَفرطْ فِي أَمْرِهِ وَعَاشَ فِي النَّاسِ حَمِيْدًا.
وَالجهَادُ مِنْ ذَلِكَ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ عَلَى الأمْرِ بِالمَعْرُوْفِ وَالنَّهْي عَنِ المُنْكَرِ وَالصِّدْقِ فِي المَوَاطِنِ وَشَنآنِ الفَاسِقِيْنَ وَمِنْ أَمَرَ بالمَعْرُوْفِ شَدَّ ظُهُوْرَ المُؤْمِنِيْنَ وَمَنْ نَهَى عَنِ المُنْكَرِ أَرْغَمَ أُنُوْفُ المُنَافِقِيْنَ وَمَنْ أَرْغَمَ أُنُوْفُ المُنَافِقِيْنَ صَدَقَ فِي المَوَاطِنِ وَمَنْ صَدَقَ فِي المَوَاطِنِ شَنِئَ الفَاسِقِيْنَ وَمَنْ شَنِئَ الفَاسِقِيْنَ غَضَبَ للَّهِ فَغَضِبَ اللَّهُ لَهُ.
فَقَامَ إِلَيْهِ عَمَّارُ بنُ يَاسِرَ وَقَالَ يا أمِيرُ المُؤْمِنِيْنَ وَصَفْتَ أَحْوَالُ الإِيْمَانِ فَصِفْ لنَا أَحْوَالَ الكُفْرِ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>