للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عظيمًا، ولكان ينبغي أن يرويه نحو من عشرة أنفس.

وقد تركت كثيرًا من الحكايات، إما لضعفها، وإما لعدم الحاجة إليها، وإما لطولها.

ثم انكشف لي كذب الحكاية بأن أبا زرعة قال: كان الوركاني، يعني محمد بن جعفر، جار أحمد بن حنبل وكان يرضاه. وقال ابن سعد، وعبد اللَّه بن أحمد، وموسى بن هارون، مات الوركاني في رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين. فظهر لك بهذا أنه مات قبل أحمد بدهر، وكيف يحكي يوم جنازة أحمد رحمه اللَّه. اهـ.

- " سير أعلام النبلاء" للذهبي (ت ٧٤٨ هـ).

هو موسوعة تجمع تراجم لأعلام من جميع العالم الإسلامي، مرتبةً على الطبقات، شملت كل فئات الناس، من ملوك، ومحدثين، وفقهاء، ونحاة، وزهاد. ابتدأه بالسيرة النبوية، وسيرة الخلفاء، ولكنه لم يكتبهما، وإنما أحال على كتابه "تاريخ الإسلام" (١).

وترجم للإمام أحمد (١١/ ١٧٧ - ٣٥٨) ترجمة مطولة، تناول فيها: نسبه ونشأته. شيوخه. صفته. رحلته وحفظه. فضله وتألُّهه وشمائله. سيرته. كرمه. تركه للجهات جملة. المحنة. حال الإمام في دولة المتوكل. تواضعه. جهاده. معيشته. مصنفاته. زوجاته. وصيته. مرضه. المنامات. الرواية عنه.

وأهم ما يتميز به أسلوب الذهبي هو نقده للروايات، فلا يكتفي بسرد الروايات، وإنما يعلق عليها بما يراه صوابًا، كما سبق الإشارة إليه في الكلام عن "تاريخ الإسلام".


(١) قال الدكتور بشار عواد: فقد جاء في طرة المجلد الثالث من نسخة أحمد الثالث الأولى تعليق بخطه كُتب على الجهة اليسرى نصه: في المجلد الأول والثاني سير النبي صلى اللَّه عليه وسلم والخلفاء الأربعة تُكتب من "تاريخ الإسلام". اهـ. انظر مقدمة "سير أعلام النبلاء" السيرة النبوية ١/ ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>