للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبوه: أجز يا بنيّ، فقال: ماذا؟ فأنشده البيت الأول، ومن الثانى قوله: «بمستقرّ العزّ منها»؛ فقال كعب:

* فتمنع جانبيها أن يزولا*

فقال زهير: أنت والله ابنى.

وإنما خصّ الكبد من بين ما يشتمل عليه البطن، لأنه من أطائب الجزور، والعرب تقول: أطائب الجزور: السّنام، والملحاء (١)، والكبد.

*** [أبيات للخنساء فى مدح أخيها، ثم استطراد لذكر أبيات تشبهها]

قال سيدنا الشريف الأجلّ المرتضى، أدام الله علوّه: وإنى لأستحسن قول الخنساء (٢)، وقد قيل لها: ما مدحت أخاك حتّى هجّنت (٣) أباك، فقالت:

جارى أباه فأقبلا وهما ... يتعاوران ملاءة الحضر (٤)

حتّى إذا نزت القلوب وقد ... لزّت هناك العذر بالعذر (٥)

وعلا هتاف الناس: أيّهما؟ ... قال المجيب هناك: لا أدرى

برزت صفيحة وجه والده ... ومضى على غلوائه يجرى

أولى فأولى أن يساويه ... لولا جلال السّنّ والكبر

وهما كأنّهما وقد برزا ... صقران قد حطّا إلى وكر


(١) الملحاء: وسط الظهر؛ ما بين الكاهل إلى العجز.
(٢) حواشى الأصل، ت، ف: «كانت الخنساء كثيرة المدح لأخيها، فقيل لها: قد فضلته على أبيك، فقالت هذه الأبيات». وهى فى (زهر الآداب، ٤: ٦٧ وحماسة ابن الشجرى ١٠٤، والبيت الأول فى خزانة الأدب ٣: ٢٧٧).
(٣) ف، ونسخة بحاشيتى ت، الأصل: «هجوت»، وفى حواشى الأصل، ت، ف:
«وروى: ما أبنت أخاك حتى هجنت أباك».
(٤) فى حاشيتى الأصل، ف: «بارى أباه، تعنى أخاها، ويتعاوران: يتداولان، والحضر العدو».
(٥) فى حاشيتى الأصل، ف: «نزت: ارتفعت، ولزت: لصقت، يعنى؛ حتى تحرك قلوب النظارة، والعذر: جمع العذار؛ يعنى عذارى فرسيهما فى التسابق؛ وهو استعارة».