للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المنصور، وأحضره/ للقتل، وأيقن بمفارقة الحياة (١): لئن قتلتمونى لقد وضعت فى أحاديثكم أربعة آلاف حديث مكذوبة مصنوعة (٢).

والمشهورون من هؤلاء الوليد بن يزيد بن عبد الملك، والحمادون: حمّاد الراوية، وحمّاد ابن الزّبرقان، وحمّاد عجرد؛ وعبد الله بن المقفع، وعبد الكريم بن أبى العوجاء، وبشار بن برد، ومطيع بن إياس، ويحيى بن زياد الحارثىّ، وصالح بن عبد القدوس الأزدىّ، وعليّ بن خليل الشّيبانى، وغير هؤلاء ممن لم نذكره؛ وهم وإن كان عددهم كثيرا فقد أقلهم الله وأذلهم (٣) بما شهدت به دلائله الواضحة، وحججه اللائحة على عقولهم من الضعف، وآرائهم من السّخف.

ونحن نذكر من أخبار كلّ واحد ممن ذكرناه وتهمته فى دينه نبذة (٤)، ونومئ فيها إلى جملة (٥). والّذي دعانا إلى التشاغل بذلك- وإن كانت عنايتنا بغيره أقوى- مسئلة من نرى إجابته، ونؤثر موافقته، فتكلفناه له ومن أجله، مع أنه غير خال من فائدة ينفع علمها، ويتأدب بروايتها وحفظها.

*** [أخبار الوليد بن يزيد بن عبد الملك]

أما الوليد (٦) فكان مشهورا بالإلحاد، متظاهرا بالعناد، غير محتشم فى اطّراح الدين أحدا،


(١) حاشية ت (من نسخة): «الدنيا».
(٢) حاشية الأصل (من نسخة): «موضوعة».
(٣) فى ت، د: «وأذلهم وأرذلهم».
(٤) نبذة، بفتح النون وضمها.
(٥) فى ت، د: «جملة كافية».
(٦) حواشى الأصل، ت، ف: «هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان؛ ويكنى أبا العباس، قتله يزيد بن الوليد بن عبد الملك، وكان المتولى لذلك عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك، وكانت ولايته الملعونة سنة وشهرين ونيفا وعشرين ليلة، وقتل وقد بلغ من السن اثنتين وأربعين سنة، وقتل معه ولداه الحكم وعثمان، وكان يقال لهما الجملان». وانظر أخبار الوليد فى (الأغانى ٦: ٩٨ - ١٣٧، والعقد ٤: ٤٥٢ - ٤٦٣).