للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

/ راحوا بيحيى ولو تساعدنى ال ... أقدار لم يبتكر ولم يرح (١)

يا خير من يحسن البكاء له ال ... يوم ومن كان أمس للمدح

قد ظفر الحزن بالسّرور وقد ... أديل مكروهنا من الفرح

ولمطيع يرثيه:

انظر إلى الموت كيف بادهه ... والموت مقدامة على البهم (٢)

لو قد تدبّرت ما صنعت به ... قرعت سنّا عليه من ندم

فاذهب بمن شئت إذ ذهبت به ... ما بعد يحيى للرّزء من ألم

*** [أخبار صالح بن عبد القدّوس: ]

وأمّا صالح بن عبد القدّوس فكان متظاهرا بمذاهب الثّنوية، ويقال إن أبا الهذيل العلّاف ناظره فقطعه، ثم قال له: على أىّ شيء تعزم يا صالح؟ فقال: أستخير الله وأقول بالاثنين، فقال أبو الهذيل: فأيهما استخرت لا أمّ لك! !

وروى أنّ أبا الهذيل ناظره فى مسألة مشهورة فى الامتزاج الّذي ادّعوه بين النور والظلمة فأقام عليه الحجة فانقطع، وأنشأ يقول:

أبا الهذيل هداك الله يا رجل ... فأنت حقّا لعمرى معضل جدل

وروى أنّه رؤى يصلى صلاة تامة الرّكوع والسجود، فقيل له: ما هذا ومذهبك معروف! قال: سنّة البلد، وعادة الجسد، وسلامة الأهل والولد.

ويقال إنّه لما أراد المهدىّ قتله على الزندقة دحا إليه بكتاب وقال له: اقرأ هذا، قال:

وما هو؟ قال: كتاب الزّندقة، قال صالح: أو تعرفه أنت يا أمير المؤمنين إذا قرأته؟ قال:

لا، قال: أفتقتلني على ما لا تعرف! قال: فإنى أعرفه، قال صالح: فقد عرفته ولست بزنديق؛ وكذلك أقرؤه ولست بزنديق


(١) حاشية الأصل (من نسخة): «لم تبتكر ولم ترح».
(٢) البهم: جمع بهمة؛ وهو الشجاع.