للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فإن حسنت لم تأت عجلى وأبطأت ... وإن قبحت لم تحتبس وأتت عجلى

طوى دوننا الأخبار سجن ممنّع ... له حارس تهدا العيون ولا يهدا

قبرنا ولم ندفن فنحن بمعزل ... من النّاس لا نخشى، فنغشى ولا نغشى

ألا أحد يأوى لأهل محلّة ... مقيمين فى الدّنيا وقد فارقوا الدّنيا

قال سيدنا الشريف المرتضى ذو المجدين أدام الله علوّه: وأظنّ أن ابن الجهم لحظ قول صالح: «فنغشى ولا نغشى (١)» فى قوله يصف الحبس:

بيت يجدّد للكريم كرامة ... ويزار فيه ولا يزور ويحفد (٢)

*** [أخبار على بن الخليل: ]

وأما عليّ بن الخليل فذكر محمد بن داود قال: كان عليّ بن الخليل- وهو مولى يزيد بن مزيد الشّيبانىّ، ويكنى أبا الحسن، وهو كوفىّ- متّهما بالزّندقة، فطلبه الرشيد عند قتله الزنادقة، فاستتر طويلا، ثم قصد الرّقة (٣) وبها الرشيد، فمدحه ومدح الفضل بن الربيع.

وروى (٤) أنّه لما قعد الرشيد للمظالم بالرّقة حضر شيخ حسن الهيئة، حسن الخضاب، معه قصيدة، فأشار بها، فأمر الرشيد بأخذها منه، فقال: يا أمير المؤمنين، أنا أحسن قراءة لها من غيرى، / فأذن لى فى قراءتها، ففعل، فقال: إنى شيخ كبير، ولا آمن


(١) حواشى الأصل، ت، ف: «حمله السيد رضى الله عنه على أن قوله: «فغشى ... » كلام مستأنف، وأن الغشيان واقع، والبيت الّذي ذكر أنه نظر إليه يدل على ذلك؛ ومراد الشاعر غير هذا ... والله أعلم؛ وهو أن يكون «تغشى» منصوبا بإضمار أن بعد الفاء التى تجيء بعد النفى، ويكون غشيان الناس إياهم منفيا».
(٢) يحفد: يخدم، وفى م: «يحمد»، والبيت من قصيدة قالها فى الحبس حين حبسه المتوكل؛ وهى فى ديوانه ص ٤٥، والمحاسن والأضداد ٤٣، وأولها:
قالت حبست فقلت ليس بضائرى ... حبسى وأىّ مهنّد لا يغمد.
(٣) الرقة: مدينة مشهورة على الجانب الأيسر للفرات بولاية حلب؛ وهى وطن ربيعة الرقى الشاعر المشهور.
(٤) الخبر فى (الأغانى ١٣: ١٣ - ١٤).