للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا قيس، فقال قيس: «ترك الخداع من أجرى من مائة»؛ يعنى من مائة غلوة، فأرسلها مثلا، ثم/ ركضا ساعة، فجعلت

خيل حذيفة تتقدّم خيل قيس، فقال حذيفة: سبقت يا قيس؛ فقال قيس: «جرى المذكّيات غلاب»، فأرسلها مثلا- والمذكّيات: المسانّ من الخيل (١) - وروى: «غلاء» كما يتغالى (٢) بالنّبل. ثم ركضا ساعة، فقال حذيفة: إنّك لا تركض مركضا، سبقت خيلك؛ فقال قيس: «رويد يعلون الجدد»، فأرسلها مثلا وروى: «يعدون الجدد»، أى يتعدّين الجدد إلى الوعث (٣).

[خير يوم داحس والغبراء وتفسير ما ورد فى ذلك من الأمثال: ]

وقد كان بنو فزارة أكمنوا بالثّنيّة كمينا لينظروا؛ فإن جاء داحس سابقا أمسكوه وصدّوه عن الغاية؛ فجاء داحس سابقا، فأمسكوه، ولم يعرفوا الغبراء وهى خلفه مصلّية حتى مضت الخيل، وأسهلت من الثّنيّة، ثم أرسلوه فتمطّر (٤) فى آثارها، فجعل يبدرها (٥) فرسا فرسا، حتى انتهى إلى الغاية مصلّيا (٦)، وقد طرح الخيل غير الغبراء، ولو تباعدت الغاية سبقها (٧). فاستقبلتها بنو فزارة فلطموها، ثم حلّئوها (٨) عن البركة، ثم لطموا داحسا، وقد جاءا متواليين، ثم جاء حذيفة وقيس فى آخر الناس، وقد دفعتهم بنو فزارة عن سبقهم، ولطموا فرسيهم (٩)، وجرى من الخلف فى أخذ السبق ما قد شرحته الرواة.

وقد قيل فى بعض الروايات: إن الرهان والسّبق (١٠) كان بين حمل بن بدر وبين قيس، وفى ذلك يقول قيس:


(١) أى أن المذكى يغالب مجاريه فيغلبه لقوته، وفى مجمع الأمثال (١: ١٤٤): «يجوز أن يراد أن ثانى جريه أبدا أكثر من باديه وثالثه أكثر من ثانيه؛ فكأنه يغالب بالثانى الأول وبالثالث الثانى؛ فجريه أيدا غلاب».
(٢) حاشية الأصل: «المعالاة: الرمى فى الهواء».
(٣) الجدد: الأرض الصلبة، والوعث: السهلة.
(٤) يقال: تمطرت الخيل إذا ذهبت مسرعة.
(٥) حاشية الأصل (من نسخة): «يندرها»، أى يسقطها.
(٦) المصلى من الخيل: التالى للسابق.
(٧) ت: «لسبقها».
(٨) حلئوها عن البركة؛ أى منعوها من ورد الماء.
(٩) من نسخة بحاشيتى الأصل، ت:
«فرسيهما».
(١٠) ش، ونسخة بحاشية الأصل: «السباق».