للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مطافيل أبكار حديث نتاجها ... يشاب بماء مثل ماء المفاصل (١)

وأنشد أبو محلّم السعدىّ لأبى الطّمحان:

بنيّ إذا ما سامك الذّلّ قاهر ... عزيز فبعض الذّلّ أبقى وأحرز (٢)

ولا تحم (٣) من بعض الأمور تعزّزا ... فقد يورث الذّلّ الطويل التّعزّز

وهذان البيتان يرويان لعبد الله بن معاوية الجعفرىّ.

وروى لأبى الطّمحان أيضا فى مثل هذا المعنى:

يا ربّ مظلمة (٤) يوما لطيت لها ... تمضى عليّ إذا ما غاب نصّارى (٥)

حتّى إذا ما انجلت عنّى غيابتها ... وثبت فيها وثوب المخدر الضّارى (٦)

*** [أخبار عبد المسيح بن بقيلة الغسانىّ: ]

ومن المعمّرين عبد المسيح بن بقيلة الغسّانىّ، وهو عبد المسيح بن عمرو بن قيس ابن حيان بن بقيلة، وبقيلة اسمه ثعلبة، وقيل الحارث؛ وإنما سمّى بقيلة لانه خرج فى بردين أخضرين على قومه، فقالوا له: ما أنت إلا بقيلة، فسمى لذلك.

وذكر الكلبىّ وأبو مخنف وغيرهما أنه عاش ثلاثمائة سنة وخمسين سنة، وأدرك الإسلام فلم يسلم، وكان نصرانيّا.

وروى أن خالد بن الوليد لما نزل على الحيرة، وتحصّن منه أهلها أرسل إليهم: ابعثوا إلى رجلا من عقلائكم، وذوى أسنانكم (٧). فبعثوا إليه بعبد المسيح بن بقيلة، فأقبل يمشى


(١) حاشية الأصل: «قبله:
وإنّ حديثا منك لو تبذلينه ... جنى النّحل فى ألبان عوذ مطافل
«مطافيل أبكار»، بدل من قوله: «عوذ مطافل»، ومطافل: جمع مطفل؛ وهى التى معها ولدها».
وانظر ديوان الهذليين ١: ١٤٠.
(٢) حاشية ت (من نسخة): «أتقى وأحرز».
(٣) من نسخة بحاشيتى الأصل، ت: «ولا تجن».
(٤) حاشية الأصل (من نسخة):
«مظلمة»، بضم الميم.
(٥) ش: «أنصارى».
(٦) الغياية: كل ما أظل الإنسان فوق رأسه. وانظر ترجمة أبى الطمحان وأخباره وأشعاره فى (الشعر والشعراء ٣٤٨ - ٣٤٩، والمعمرين ٥٧، والاشتقاق ٣١٧، والمؤتلف والمختلف ١٤٩ - ١٥٠، والأغانى ١١: ١٢٥ - ١٢٨، واللآلى ٣٣٢، والإصابة ٢: ٦٦، والخزانة ٣: ٤٢٦).
(٧) من نسخة بحاشيتى الأصل، ت: «أنسابكم».