للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال عبد الله: لمن هذا يا شعبىّ؟ فقال: لحارثة بن بدر، فقال: نحن أحقّ بهذا، ثم أمر للشّعبىّ بأربعمائة دينار.

[طرف من أخبار حارثة بن بدر وبعض نوادره: ]

ومن مستحسن قول حارثة:

ولقد وليت إمارة فرجعتها ... فى المال سالمة ولم أتموّل (١)

ولقد منعت النّصح من متقبّل ... ولقد رفدت النّصح من لم يقبل

/ فبأىّ لمسة لامس لم ألتمس ... وبأىّ حيلة حائل لم أحتل (٢)

يا طالب الحاجات يرجو نجحها ... ليس النجاح مع الأخفّ الأعجل

فاصدق إذا حدّثت تكتب صادقا ... وإذا حلفت مماريا فتحلّل (٣)

- معنى «تكتب صادقا»، أى تكون عند الله صادقا. وقوله: «فتحلّل» أى استثن-

وإذا رأيت الباهشين إلى العلى ... غبرا أكفّهم بريث فاعجل

- معنى الباهشين: المادّين أيديهم إلى الشيء المهتشّين (٤) له-

واحذر مكان السّوء لا تحلل به (٥) ... وإذا نبا بك منزل فتحوّل

وإذا ابن عمّك لجّ بعض لجاجة ... فانظر به عدة ولا تستعجل

وإذا افتقرت فلا تكن متخشّعا ... ترجو الفواضل عند غير المفضل

واستغن ما أغناك ربّك بالغنى ... وإذا تكون خصاصة فتجمّل

وأخبرنا أبو عبيد الله المرزبانىّ قال حدّثنا محمد بن أبى الأزهر قال حدثنا محمد بن يزيد


(١) عجز البيت الخامس والبيت ٦، ٧، ٨، ٩، ١٠ نسبت إلى عبد قيس بن خفاف البرجمى فى قصيدة مفضلية. ٧٥ - ٧٥٣ مطلعها:
أجبيل إنّ أباك كارب يومه ... فإذا دعيت إلى العظائم فاعجل.
(٢) من نسخة بحاشيتى الأصل ف: «ختلة خاتل لم أختل».
(٣) مماريا: مجادلا.
(٤) ف، ومن نسخة بحاشيتى الأصل، ت: «المشتهين».
(٥) حاشية ت (من نسخة): «لا تنزل به».