للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المطلنفئ: اللاصق بالأرض، والذرّ: النمل، والزّمر: القليل، فسمّى البغىّ (١) زمّارة، على وجه الذم لها والتصغير لشأنها؛ كما قيل لها: فاجرة لميلها عن القصد، يقال: فجر الرجل إذا مال، قال لبيد:

فإن تتقدّم تغش منها مقدّما ... غليظا، وإن أخّرت فالكفل فاجر (٢)

أى مائل، والكفل: كساء يوضع على ظهر البعير يوقّى من العرق.

قال سيدنا أدام الله علوّه: ولا أرى لإحدى الروايتين على الأخرى رجحانا؛ لأنّ كلّ واحدة منهما قد أتت من جهة من يسكن إلى قوله، ولكلّ منهما مخرج فى اللغة، وتأويل يرجع إلى معنى واحد؛ لأن الرّمازة، بالراء غير معجمة يرجع معناها على ما ذكر ابن قتيبة إلى معنى الفجور، ومن رواها بالزاى المعجمة فالمرجع فى معناها إلى ذلك أيضا على الوجهين اللذين ذكرهما ابن الأنبارىّ، والأولى أن يثبتا (٣) متساويين، ويكون الراوى مخيّرا فيهما.

*** [أبيات للمضرّب بن كعب بن زهير: ]

أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزبانىّ قال أنشدنى محمد بن أحمد الكاتب قال أنشدنا أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابىّ للمضرّب (٤)؛ وهو عقبة بن كعب بن زهير بن أبى سلمى:


(١) ف، ومن نسخة بحاشيتى الأصل، ت: «فسميت البغى».
(٢) ديوانه ١: ٥، ومن نسخة فى حواشى الأصل، ت، ف: «أخرت»: بالبناء للمجهول.
وفيها أيضا: «قبله:
فأصبحت أنّى تأتها تبتئس بها ... كلا مركبيها تحت رحلك شاجر
تأتها، أى تأت هذه الخصلة والحالة، وقال الجوهرى: «الكفل هو ما اكتفل به الراكب، وهو أن يدار الكساء حول سنام البعير ثم يركب؛ ومنه قول إبراهيم: لا تشربوا من ثلمة الإناء ولا من عروته؛ فإنه كفل الشيطان؛ وإبراهيم هو التيمى».
(٣) حاشية الأصل (من نسخة): «أن يكونا».
(٤) ذكره المرزباني فى المؤتلف والمختلف: ٢٨١؛ وضبطه صاحب تاج العروس فى مستدرك-