للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تبيّن فيه ميسم العزّ والتّقى ... وليدا يفدّى بين أيدى القوابل

*** [أبيات لبشر بن خازم فى الاعتذار، رواها الأصمعىّ للرشيد: ]

وأخبرنا عليّ بن محمد الكاتب قال أخبرنى محمد بن يحيى الصولىّ قال حدثنى محمد بن الحسن البلغيّ قال حدثنى أبو حاتم عن الأصمعىّ قال: قال الرشيد يوما: يا أصمعيّ، أتعرف للعرب اعتذارا وندما؟ ودع النابغة فإنه يحتج ويعتذر، فقلت: ما أعرف ذلك إلّا لبشر بن أبى خازم الأسدىّ؛ فإنه هجا أوس بن حارثة بن لأم، فأسره بعد ذلك وأراد قتله، فقالت له أمه- وكانت ذات رأى-: والله لا محا هجاءه لك إلّا مدحه إياك، فعفا عنه، فقال بشر (١):

إنى على ما كان مني لنادم ... وإنى إلى أوس بن لأم لتائب

وإنى إلى أوس ليقبل توبتى ... ويعرف ودّى ما حييت لراغب

فهب لى حياتى فالحياة لقائم ... يسرّك فيها خير ما أنت واهب

سأمحو بمدحى (٢) فيك إذ أنا صادق ... كتاب هجاء سار إذ أنا كاذب

فقال الرشيد للأصمعىّ: إن دولتى لتحسن ببقائك فيها.

*** وأخبرنا عليّ بن محمد الكاتب قال حدثنا ابن دريد قال حدثنا عبد الرحمن- يعنى ابن أخى الأصمعىّ- عن عمه قال: سمعت بيتين لم أحفل بهما، ثم قال: قلت: هما على كلّ حال خير من موضعهما من الكتاب، قال: فإنى عند الرشيد يوما وعنده عيسى بن جعفر، فأقبل عليّ مسرور الكبير، فقال: يا مسرور، كم فى بيت مال السرور؟ فقال: ما فيه شيء، قال عيسى: هذا بيت مال الحزن، فاغتمّ لذلك الرشيد، وأقبل على عيسى فقال: والله لتعطينّ الأصمعىّ سلفا على بيت مال السرور ألف دينار، فوجم عيسى وانكسر، فقلت فى نفسى:

جاء موقع (٣) البيتين، وأنشدت الرشيد:


(١) تنسب إلى الأعشى؛ وهى فى ملحقات ديوانه: ٢٣٦.
(٢) ت، ف، ونسخة بحاشية الأصل: «بمدح».
(٣) ف، ونسخة بحاشيتى الأصل: ت: «موضع».