للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال أيضا:

وكم من قتيل ما يباء به دم ... ومن غلق رهن إذا لفّه منى (١)

ومن مالئ عينيه من شيء غيره ... إذا راح نحو الجمرة البيض كالدّمى (٢)

أراد: وكم إنسان قتيل! وأنشد أبو عبيدة لرجل من بجيلة:

كم من ضعيف العقل منتكث القوى ... ما إن له نقض ولا إبرام

/ مالت له الدّنيا عليه بأسرها ... فعليه من رزق الإله ركام

ومشيّع جلد أمين حازم ... مرس له فيما يروم مرام

أعمى عليه سبيله (٣) فكأنّه ... فيما يحاوله عليه حرام

أراد: كم من إنسان ضعيف القوى.

*** [من أفاكيه الأصمعىّ: ]

أخبرنا أبو عبيد الله المرزبانىّ قال أخبرنى محمد بن العباس اليزيدىّ قال حدثنا ميمون بن هارون قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الموصلىّ قال: كان محمد بن منصور بن زياد الملقّب بفتى العسكر يميل إلى الأصمعىّ ويفضّله، ويقوم بأمره قال: فجئته يوما بعد موت محمد، وعنده عبد كان لمحمد أسود، وقد ترك الناس، وأقبل عليه وساءله وتحفّى به وحادثه، فلما خرج لمته على ذلك وقلت: من هذا حتى أفنيت عمر يومك به؟ فقال: هذا غلام ابن منصور، ثم أنشدنى:

وقالوا يا جميل أتى أخوها ... فقلت: أتى الحبيب أخو الحبيب (٤)


(١) ديوانه: ٤٥١ لا يباء به دم، أى ليس من يكافئه فيقتل به. وغلق الرهن إذا صار لا سبيل إلى فكاكه، وفى حاشية ف (من نسخة): «ومن غلق رهنا إذا ضمه».
(٢) حاشية ف (من نسخة):
* إذا راح نحو الحيرة البيض كالدّمى*.
(٣) من نسخة بحاشيتى الأصل، ف: «سبيله» بضم اللام.
(٤) حاشية ف: «صفة الحبيب»، أى الّذي هو أخو الحبيب.