للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا أخا الإيمان أما نظائر هذه الآية فكثير في كتاب الله اقرأ وتمعن قوله تعالى: {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لاَّ يَسْتَوُونَ (١٨) أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٩) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢٠)} (١).

واقرأ وتدبر قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (٢٧) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} (٢).

وقف وقفة خاشع مصدق بقوله تعالى: {لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ} (٣).

أيها المسلمون ومن عدل الله ورحمته ألا يُسوِّي بين الأخيار والفساق، ومن باب أولى ألا يسوي بين المؤمنين والكفار سواءٌ في الحياة الدنيا أو في الآخرة.

وإذا عُلم عظيمُ الفرق في الجزاء في الآخرة، بما لا يمكن أن يتصوره المرءُ في مخيلته من أنواع النعيم، أو دركات الجحيم، والله يقول: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (٤).

وفي سؤال موسى- عليه السلام- ربَّه عن أدنى وأعلى أهل الجنة منزلة ما يكشف طرفًا من هذا النعيم، قال يا ربِّ ما أدنى وأعلى أهل الجنة منزلة؟ قال: هو رجلٌ يأتي بعدما يدخل أهلُ الجنة الجنة، فيُقال له: ادخل الجنة، فيقول أي ربِّ كيف وقد


(١) سورة السجدة، الآيات: ١٨ - ٢٠.
(٢) سورة ص، الآيتان، ٢٧، ٢٨.
(٣) سورة الحشر، آية: ٢٠.
(٤) سورة السجدة، آية: ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>