للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معالم في تاريخ اليهود (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ..

إخوة الإسلام قد سبق الحديث عن طرف من معالم المعركة مع اليهود وحديث القرآن الكريم عنهم، ووعدت باستكمال الموضوع لأهميته وحاجة المسلمين لمعرفته.

ومن أبرز المعالم التي جاءت في القرآن عن اليهود عداوتهم للإنسانية عامة والمؤمنين خاصة، قال الله تعالى {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا .. } (٢).

وعداوة اليهود هذه مبكرة تشهد بخستها القرون الغابرة، وتؤيدها القرون اللاحقة، فأنبياؤهم فريقًا كذبوا وفريقًا يقتلون، ولا غرابة أن يتطاولوا على محمد صلى الله عليه وسلم ويحاولوا قتله وهو بعد طفل رضيع، فقد روى ابن سعد (٣): أن أم النبي صلى الله عليه وسلم لما دفعته إلى حليمة السعدية لترضعه قالت لها: احفظي ابني وأخبرتها بما رأت من المعجزات، فمر بها اليهود فقالت: ألا تحدثوني عن ابني هذا، فإني حملته كذا ووضعته كذا، فقال بعضهم لبعض: اقتلوه، ثم قالوا: أيتيم هو؟ قالت لا، هذا أبوه وأنا أمه .. وكأنها أحست منهم شيئًا .. فقالوا: لو كان يتيمًا لقتلناه.


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٢٢/ ٦/ ١٤١٥ هـ.
(٢) سورة المائدة، الآية: ٨٢.
(٣) في الطبقات ١/ ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>