للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من نكثهم للعهدٍ الذي أُخذ عليهم وعلى من قبلهم كما تشهد كتُبهم التي سلمت من التحريف .. وهو ناتجٌ عن الحسد والكبرياء {فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ} (١).

وعلى المسلمين أن يعوا أهداف اليهود والنصارى في إضمار العداوة والبغضاء، فهي ليست جهلًا لكن حسدًا وتكبرًا ويفقهوا: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (٢).

يا أهل القرآن كما أن القرآن عظيمٌ ومهيمنُ وشاهدٌ ومؤتمنٌ على الكتب قبله حين نزل على محمدٍ صلى الله عليه وسلم، فهو عظيمٌ كذلك عند الله وهو في اللوح المحفوظ، كما قال تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} (٣).

قال ابنُ كثير في معنى الآية: بيَّن شرفَه في الملأ الأعلى ليُشرِّفه ويعظِّمه ويطيعَه أهلُ الأرض» (٤).

أفيليق بنا- معاشر المسلمين- أن يُعظِّمَ كتاب الله أهلُ السماءِ ويتغاضى أو يعرض عنه أو يهجرَه أهلُ الأرض؟ إن الذين لا يقفون عند حدودِ القرآن ولا يعظمون أمرَه ولا ينتهون عند نهيه أولئك عنه معرضون .. وإن الذين تنقطعُ صلتُهم بالقرآنِ إلا في شهر رمضان له هاجرون.


(١) سورة البقرة، أية: ٨٩.
(٢) سورة البقرة، أية: ١٠٩.
(٣) سورة الزخرف، آية: ٤.
(٤) تفسير ابن كثير ٤/ ١٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>