للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمدَ والنعمةَ لك والملك، لا شريك لك لبيك».

والتوحيدُ كذلك أساسُ بناءِ البيت العتيق، والهدفُ من بنائه ودعوةِ الناسِ للوفود إليه، كذلك أوحى اللهُ لخليله إبراهيم عليه السلام وكذلك سار على خطاه محمدٌ عليه الصلاة والسلام: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (٢٦) وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} (١).

وذكرُ اللهِ في الحج وهو مظهر من مظاهر التوحيد لا يكاد يفارق الحجاج فهم يذكرون اللهَ ويكبرونه وهم يطوفون حول البيت، وحين يسعون بين الصفا والمروة وحين يُهلون بالحجِ أو العمرةِ أو كليهما، وخير ما قال النبيون الأولون والآخرون «لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير».

ويذكرون الله ويكبرونه وهم يرمون الجمار، وينحرون الهدي والأضاحي وأدبارَ الصلوات المكتوبة، أو قبلها، وكذلك يرتفع اسمُ الله في مناسك الحج، وكذلك ينبغي أن يشهد الحجاجُ منافعَ الحج {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ} (٢).

ويبدو ذكر اللهِ واضحًا لمن تأمل في مناسك الحج كلها .. كيف لا والحقُّ تبارك وتعالى يقول في سياق آيات الحج {فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ} (٣).


(١) سورة الحج، الآيتان: ٢٦، ٢٧.
(٢) سورة الحج، آية: ٢٨.
(٣) سورة البقرة، آية: ١٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>