للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنكى .. ، كما نسأله تعالى أن يقي المسلمين الشرورَ والفتن وأن يكشف الباطل وأهله، وأن ينزل شفاءه العاجل على مرضي المسلمين.

أيها المؤمنون ما فتئ القرآن يذكرنا بنار جهنم وشدة حرها وسمومها .. فهي نزاعةٌ للشوى، وهي لواحةٌ للبشر وأصحابها لا يقضي عليهم فيموتوا، ولا يخفف عنهم من عذابها وهم يصطرخون فيها ويستغيثون بمالك خازنها {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ} (١).

وكلما فنيت فيها الجلود أبدلوا بجلود غيرها ليذوقوا العذاب أي نفسٍ تطيق هذا العذاب -أي أقدام لها جلدٌ وصبرٌ على النار-.

ألا فلننقذ أنفسنا من النار، ولنحملها على طاعة الله فما أصبر الكافرين على النار؟ وصدق الله {نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ}.

وصدق الله إذ يقول: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (٧٤) لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (٧٥) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ} (٢).

عباد الله كم نركن إلى هذه الدنيا وهي غدارةٌ غرارة وكم نفسٍ حملت ما حملت من الأضغان والأحقاد وأضمرت من الشرور والفسوق والعصيان، وأنفاسها معدودة، ولربما كانت ورقتها ذابلة، وقد محيت من اللوح المحفوظ، وويل لمن لقي الله وهو غاشٌّ لنفسه، أو غاش لمن استرعاه الله عليه، تذكروا عبادَ الله هولَ المطلع يوم العرض على الله، وتذكروا سرعة النقلةِ وفجأة الموت فلا تدري نفس ماذا تكسب غدًا، وما تدري نفسٌ بأي أرض تموت، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا.


(١) سورة الزخرف، آية: ٧٧.
(٢) سورة الزخرف، الآيات: ٧٤ - ٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>