للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - الأيام: فهناك من يتشاءم ببعض الأيام وينسب إليها النحس والشؤم، كمن يتشاءم بيوم الأربعاء، وذلك من تلاعب الشيطان بالجهال (١).

٤ - وهناك من يتشاءم بالأعداد، كما تكره الرافضة لفظ العشرة، أو فعل شيء يكون فيه عشرة فلا يبنون بعشرة أعمد مثلًا، قال ابن تيمية وذلك لكونهم يبغضون خيار الصحابة وهم العشرة المشهود لهم بالجنة (٢). وكثيرٌ من الناس في الغرب يتشاءمون برقم ثلاثة عشر، وربما حذفته بعض شركات الطيران في ترقيم المقاعد (٣).

٥ - التشاؤم في المركب والمسكن والمرأة .. وربما تعلق هؤلاء بقوله صلى الله عليه وسلم: «إن كان الشؤم ففي الدار والمرأة والفرس» (٤). وقد أجاب العلماءُ على هذا الحديث بأجوبةٍ عدة، ومن أجملها ما قاله ابن القيم: أن إخباره صلى الله عليه وسلم بالشؤم في هذه الثلاث ليس فيه إثبات الطيرة التي نفاها الله، وإنما غايته أن الله سبحانه قد يخلق أعيانًا منها مشؤومة على من قاربها وساكنها، وأعيانًا مباركة لا يلحق من قاربها منها شؤون ولا شر، والله خلق الخير والشر والسعود والنحوس، فيخلق بعض هذه الأعيان سعودًا مباركة يسعد بها من قاربها، ويخلق بوضعها نحوسًا ينحس بها من قاربها، وكل ذلك بقضاء الله وقدره .. والفرق بين النوعين مدركٌ بالحس فكذلك في الديار والنساء والخيل، فهذا لونٌ والطيرة لون .. أهـ (٥).


(١) تيسير العزيز الحميد ص ٣٨٠.
(٢) منهاج السنة ١/ ١٠.
(٣) عالم السحر والشعوذة، الأشقر ص ٢٢٩.
(٤) الحديث متفق عليه (جامع الأصول ٧/ ٦٣١).
(٥) تيسير العزيز ص ٣٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>