للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقفات في شهر الله المحرم (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدهُ ورسوله، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارض اللهم عن آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد فاتقوا الله أيها الناس، واعلموا أنكم ملاقوه {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} (٢).

{يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون} (٣).

إخوة الإسلام، وكما فضل اللهُ بعض الأماكنِ على بعضٍ فقد فضَّل أزمانًا على أزمانٍ أخرى، وله الحكمةُ البالغة وهو الحكيم الخبير.

ولا ينتهي فضلُ الزمانِ عند رمضانَ، وعشرِ ذي الحجة، ويوم عرفة، ويوم الجمعة، وأيام العيد والتشريق، ونحوها ففي شهرِ الله المحرم (شهركم هذا) يومٌ عَظيمٌ من أيام الله، ألا وهو يومُ عاشوراء، والشهرُ كلُّه كانَ من الأشهر التي


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٥/ ١/ ١٤١٩ هـ.
(٢) سورة البقرة، آية: ٢٨١.
(٣) سورة الحشر، آية: ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>