للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالأسباب، وأرسلت أختَه لتقصَ، وتعملَ لأسباب المناسبةَ كتلك الحال.

- ومنها جوازُ خروج المرأةِ في حوائجها وتكليمها للرجل إذا انتفى المحذورُ، كما صنعت أختُ موسى، وابنتا صاحب مدين.

- ومنها أن إخبارَ الغير بما قيل فيه وعنه على وجه التحذيرِ له من شرٍّ يقَعُ به لا يكونُ نميمةً، بل قد يكون واجبًا، كما ساق اللهُ خبرَ ذلك الرجلِ الذي جاء من أقصى المدينةِ يسعى محذرًا لموسى على وجه الثناء عليه.

- ومنها أن اللهَ كما يُحبُّ من الداعي أن يتوسل إليه بأسمائه وصفاته ونعمه العامةِ والخاصةِ، فإنه يُحبُّ منه أن يتوسلَ إليه بضعفه وعجزه وفقرِه وعدمِ قدرته على تحصيل مصالحِه ودفع الأضرارِ عن نفسه، كما قال موسى- عليه السلام-: {رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير} (١).

- ومنها أن من أعظم العقوبات على العبدِ أن يكون إمامًا في الشرِّ، وداعيًا إليه، كما أن من أعظم نعم الله على العبد أن يجعله إمامًا في الخير هاديًا مهديًّا، قال تعالى في فرعون وملئه: {وجعلناهم أئمة يدعون على النار} (٢) وقال عن بني إسرائيل: {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا} (٣).

- ومنها أن قوله جلَّ ذكرهُ {وأقم الصلاة لذكري} أي أن الذكر العبد لربِّه هو الذي خلق له العبدُ، وبه صلاحه وفلاحه، وأن المقصود من إقامة الصلاة إقامة هذا المقصود الأعظم، ولولا الصلاةُ التي تتكرر على المؤمنين في اليوم والليلة لتذكرهم بالله ويتعاهدون فيها قراءة القرآن، والثناءَ على الله ودعاءَه والخضوع له


(١) سورة القصص، آية: ٢٤.
(٢) سورة القصص، آية: ٤١
(٣) سورة الأنبياء، آية: ٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>