للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثباتًا على الحقِّ حتى يأتيهم اليقين.

عبادَ الله .. تلك وقفاتٌ ومعانٍ عاجلةٌ من النظرِ في حادثةِ الإسراء والمعراج، وذلك ومثلهُ خيرٌ وأنفعُ من التعلقِ بأمورٍ بدعيةٍ ما أنزل الله بها من سلطان، إذ يعتقد بعضُ الناسِ أفضليةً لرجب ليست لسواه، لوقوع حادثةِ الإسراء والمعراج فيه- ولم يثبت ذلك بطريق صحيح، ولو ثبت لما كان هذا مبررًا لتخصيصه بأنواع من العبادات إذا لم يثبت شيء من ذلك عن رسولِ الهدى صلى الله عليه وسلم ولا صحابته الكرام وهم بمواطنِ الخير أدرى، ولربهم منا أحبُّ وأتقى، بل جاء البلاغُ محذرًا عن الابتداع في دين الله ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)).

ألا فاستمسكوا معاشرَ المسلمين بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسنةِ الخلفاءِ الراشدين المهديين من بعده، عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثاتِ الأمور، فإن كل محدثةٍ في دين الله بدعة وكل بدعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

عصمني الله وإياكم من الابتداع، وهدانا للاتباع، وألهمنا رشدنا، ونفعنا بما علمنا .. هذا وصلوا ..

<<  <  ج: ص:  >  >>