للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخلاصةُ العشرةِ بالمعروف: تطييبُ الأقوال وتحسينُ الأفعالِ والهيئاتِ- حسب القدرة- واستدامة البشر ومداعبة الأهل وتوسيع النفقة دون إسراف وقيامُ كلٍّ من الزوجين بما يحبُّ أن يقوم له الآخر فيؤثر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: إني أحبُّ أن أتزين لامرأتي كما أحبُّ أن تتزين لي (١).

يا أخا الإيمان لا يقف هديُ الإسلام في العشرة بالمعروف عند حدودِ الأمرِ واعتبارها من المروءة والدين، بل يرتب عليها من الخيريةِ والجزاء ما يدعو للعناية بها والاهتمام، ويقول عليه الصلاةُ والسلام: ((أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خُلُقًا، وخيارُكم خيارُكم لنسائهم)) (٢).

وفي مقابل ذلك تقلُّ خيريةُ من تشتكي منه النساء.

وفي الخبر ((لقد أطافَ بآلِ محمدٍ نساءٌ كثير يشكون أزواجَهنَّ ليس أولئك بخياركم)) (٣).

وفي محمدٍ صلى الله عليه وسلم أسوةٌ حسنة وهو القائل: ((خيرُكم خيرُكم لأهله وأنا خيرُكم لأهلي)) (٤).

أيها المسلمُ والمسلمةِ بناءُ الأسرةِ في الإسلام متينُ القواعدِ عميقُ الجذور، لا ينبغي أن يُهدمَ كيانُهُ لسببٍ يسير، حتى ولو شعرت النفسُ بالكره أحيانًا فلربما كان فيما تكره النفوسُ خيرًا، كثيرًا، وتأمل هديَ القرآنِ والله يقول: {فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا} (٥).


(١) تفسير القرطبي ٥/ ٩٧.
(٢) رواه الترمزي وابن حبان بسند صحيح (صحيح الجامع الصغير ١/ ٣٩٢).
(٣) صحيح سنن أبي داود ٢/ ٤٠٣.
(٤) رواه الترمذي وابن ماجه والطبراني بسند صحيح (صحيح الجامع الصغير ٢/ ١٢٩).
(٥) سورة النساء، آية: ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>