للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنفق عليهم، ولكن أبيع وأنفق عليهم أثمانهم)) فرجعا فأتاهما، وقد دخلا على قطيفتهما، إذا غطيا رؤوسهما بدت أقدامهما، وإذا غطيا أقدامهما انكشفت رؤوسهما، فثارا، فقال: ((مكانكما، ألا أخبركما بخير مما سألتماني؟ )) فقالا بلى، فقال: ((كلمات علمنيهن جبريل: تسبحان في دبر كل صلاة عشرًا، وتحمدان عشرًا، وتكبران عشرًا، وإذا أوتيما إلى فراشكما تسبحان ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، وكبرا أربعًا وثلاثين) قال عليٌّ: فوالله ما تركتهما منذ علمنيهن، قيل له: ولا ليلة صفين، قال: ولا ليلة صفين (١).

أما النموذج الآخر ففيه بنتُ الصديق، ذات النطاقين، وزوجها حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنهم أجمعين. أخرج ابن سعدٍ أيضًا بسنده عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: تزوجني الزبير وما له في الأرض مالٌ، ولا مملوك، ولا شيء غير فرسه قالت: فكنت أعلف فرسه، وأكفيه مؤنته، وأسوسه وأدق لناضحه، وكنتُ أنقل النوى من أرض الزبير ... الحديث (٢).

هذه نماذج لأسر كريمة عاشت سعيدة وماتت كريمة، عرف الأزواج واجباتهم قاموا بها، وعلمت النساء ما عليهن فأدينها لم تلههم طغيانُ الدنيا عن الحياة الأخرى، ولم يستكبروا عن الخدمة وهم من خير البرية.

أيها المسلمون! هناك مخاطرُ تحيط بالأسرة المسلمة وتهدد بخلخلة البناء العظيم، منها مخاطر من ذوات أنفسنا، ومنها ما هو من كيد أعدائنا .. ولأهميتها وحاجتنا إلى الوعي بها أستبقي الحديث عنها في الجمعة القادمة بإذن الله ..


(١) الإصابة ١٣/ ٧٦.
(٢) المصدر السابق

<<  <  ج: ص:  >  >>