للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه عن الطاعة، أم يسوغ فيه اللهو المحرم من الملة، إن بعض الناس يتراخون في حضور صلاة العيد وهي سنة مؤكدة لا ينبغي لمسلم قادرٍ تركُها، ومن أهل العلم من يرى وجوبها كابن تيمية وابن القيم، قال ابن تيمية: ((وقولُ من قال: لا تجبُ في غاية البعد، فإنها من أعظمِ شعائر الإسلام، والناس يجتمعون لها أعظمَ من الجمعة وقد شُرع فيها التكبير، وقول من قال: هي فرض على الكفاية لا ينضبط)) (١).

وقال ابن القيم عن وجوبها: ((وهذا هو الصحيحُ في الدليل)) (٢).

وهناك غيرهم قال بالوجوب، واستدل العلامةُ صديق حسن خان على وجوب صلاة العيدين بأنها مسقطة للجمعة إذا اتفقتا في يومٍ وأحد، وما ليس بواجب لا يسقط ما كان واجبًا .. )) (٣).

يا أخا الإسلام! إذا كان رسولُ الهدى صلى الله عليه وسلم أمر النساء العواتق وذوات الخدور والحيض -مع اعتزالهن للصلاة- بالخروج لصلاة العيدين، أفيليق بك أن تتأخر عنها، أو تترك أهلك وأولادك عن حضورها مع المسلمين! إنها أعيادُنا المشروعة في الإسلام ((عيد الفطر وعيد الأضحى)) يعظم فيها ذكر الله، ويجتمع المسلمون توحدهم رابطة العقيدة وإن اختلفت بلادهم، أو تعددت لغاتهم، أو تباينت ألوانهم .. وإذا لزم إظهارُ هذه الشعيرة في كلِّ حالٍ، فهي في حال ضعف المسلمين وهوانِهم أحرى وأولى .. وكم فيها من غيظ للأعداء .. وكم في اجتماع المسلمين بشكلٍ عام من قوة تُرهب الأعداء لو عقل المسلمون قيمة اجتماعِهم


(١) الفتاوى ٢٣/ ١٦١.
(٢) كتاب الصلاة لابن القيم ص ٢٩، عن مجالس عشر ذي الحجة، الفوزان ص ١٠٥.
(٣) الموعظة الحسنة ٤٣، ٤٢، والروضة الندية، عن مجالس العشر ص ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>