للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصير ديوثًا، أو مأبونا، أو كلاهما، كذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية يرحمه الله (١).

إخوة الإيمان! كفى بالمسكرات والمخدرات سوءًا أنها أمُّ الخبائث، خطب عثمان رضي الله عنه يومًا فقال: أيها الناس، اتقوا الخمر فإنها أمُّ الخبائث، وأن رجلًا مما كان قبلكم من العباد كان يختلف إلى المسجد فلقيته امرأةُ سوءٍ، فأمرت جاريتها فأدخلته المنزل فأغلقت الباب، وعندها باطية من خمر، وعندها صبي فقالت له: لا تفارقني حتى تشرب كأسًا من هذا الخمر، أو تواقعني، أو تقتل الصبي، وإلا صِحتُ وقلت: دخل عليَّ في بيتي فمن الذي يُصدقك؟ فضعف الرجل عند ذلك وقال: أما الفاحشة فلا آتيها، وأما النفس فلا أقتلها، فشرب كأسًا من الخمر، فقال: زيديني، فزادته، فوالله ما برح حتى واقع المرأة وقتل الصبي، قال عثمان رضي الله عنه: فاجتنبوها فإنها أمُّ الخبائث، وإنه والله لا يجتمع الإيمان والخمر في قلب رجل إلا يوشك أحدهما أن يذهب بالآخر (٢).

عباد الله! أرأيتم كيف تدعو هذه الفاحشة لغيرها من المنكرات .. فكيف وقد ذكر فيها أكثرُ من مائةٍ وعشرين مضرةً دينيةً ودنيوية.

ألا فالتزموا حدود الله وقوا أنفسكم وأهليكم ومجتمعكم الشرور والآثام: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب} (٣).

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ..


(١) الفتاوى ٣٤/ ٢٢٣.
(٢) رواه النسائي وابن حبان في صحيحه.
(٣) سورة الحشر، آية: ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>