للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠ ملاحظات في أيام الامتحانات (١)

[الخطبة الأولى]

الحمد لله خلق الموتَ والحياة ليبلوكم أيُّكم أحسن عملًا .. ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جعل هذه الدار دار امتحان وبلاء وعمل، والآخرة دار جزاء وقرار إلى الأبد .. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله بلغ البلاغ المبين وجاهد في الله حتى أتاه اليقين .. اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، ورضي الله عن أصحابه الغرِّ الميامين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون} (٢). {يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم} (٣).

إخوة الإسلام! غدًا موعدُ الامتحان لمعظم الطلاب والطالبات .. وللامتحان رهبة وهيبة .. والنفوس بطبعها تخاف من مساءلتها .. وتقلق من غيبٍ لا تدري ما الله صانع فيه لها .. ولكن القلق أو التخوف الذي يعقبه الطمأنينة والنجاح سرعان ما ينتهي، وتشعر النفس معه بلذة الراحة بعد التعب، والسرور بعد الكبد. وما أتعس عيش الذين يتواصل كبدهم قبل الامتحان وبعده .. وأشدُّ تعاسة الذين يستمر كبدُهم في تلك الحياة الدنيا وفي الآخرة .. ألا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين.


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ١١/ ٢/ ١٤١٩ هـ.
(٢) سورة الحشر، آية: ١٨.
(٣) سورة الأنفال، آية: ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>