للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيسألون عنه: {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون} (١)، والسؤال شامل لمن أرسل إليهم والمرسلين: {فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين} (٢).

وإذا كان الصادقون يسألون، فما الظنُّ بمن دونهم؟ {ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما} (٣).

وإذا لم تُنس الموءودة بالسؤال وهي لا تملك من أمرها شيئًا، فكيف سيكون السؤال لمن وأدها. {وإذا الموءودة سئلت * بأي ذنب قتلت} (٤).

لابد من المساءلة يا عباد الله عن النقير، والقطمير، ولابد من المجازاة على العمل ولو كان مثقال ذرة، ولا يخفى على الله شيء في الأرض ولا في السماء، حتى ولو كانت {مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير} (٥).

عباد الله! إذا سبق الحديث عن المحاسبة للنفس على مستوى الفرد، فثمة حساب ينبغي أن نعيه على حساب المجتمع والأمة. وإذا أعطى الله قومًا نعمةً حاسبهم علي شكرها أو كفرها.

ومن أعظم النعم في مجتمع المسلمين نعمة اجتماع الكلمة، والألفة والمحبة، والقيام بحقوق الأخوة الإسلامية. هذه نعمة يُذكَّرُ بها المؤمنون، ويذكرون بما يُضادُّها من الفرقة والشحناء والبغضاء، وهذه النعمة أساسُها التقوى وعمادها


(١) سورة الزخرف، آية: ٤٤.
(٢) سورة الأعراف، آية: ٦.
(٣) سورة الأحزاب، آية: ٨.
(٤) سورة التكوير، الآيتان: ٨، ٩.
(٥) سورة لقمان، آية: ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>