للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانيًا: ما هذا الوهن الذي أصابنا عن الدعوة لدين الله، والبشرية جمعاء ظمئى لهدي السماء .. ولا منقذ لهم إلا شريعة محمدٍ صلى الله عليه وسلم.

ثالثًا: وإذا كان رجل واحد فتح الله به قلوب أمة من الناس كانت بعدُ سندًا لدين الله .. وكالت بلادهم منطلق الدعوة لدين الله، أفيعجز الجموع من المسلمين أن تفعل مثل ما فعله مصعب بن عمير في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم؟

رابعًا: والمصيبة أعظم إذا كانت مجتمعات المسلمين هدفًا لدعوات الآخرين المضللة .. وأصبحت بلادهم مطمعًا لكل مستكبر وحاقد، واتحد العدو من فرقة المسلمين وخلافهم وسيلةً للتحريش بينهم وضرب بعضهم ببعص .. وأيًّا ما كانت النتيجة فالعدو كاسب بكل حال! .

خامسًا: وإذا تساوى الناس في علمهم أو قدراتهم فهم متفاوتون في صدقهم وإخلاصهم وهممهم. وتلك هي التي امتاز بها السابقون، وفتحوا بها البلاد وقلوب العباد .. وهي التي يحتاجها اللاحقون إن راموا نصرًا ومجدًا كأسلافهم المسلمين .. وإلا سيظل التلاوم ديدنهم، والعدو ماض في تحقيق أهدافه، وتجديد وسائله في القضاء عليهم وستحل الفتن فيهم، وصدق الله {والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير} (١).

اللهم لا تفتنا في ديننا، اللهم ارحم ضعفنا وألف بين قلوبنا، هذا وصلوا.


(١) سورة الأنفال، آية: ٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>