للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيها المستأجرون! ((أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه)) كذا أمركم المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الحسن الذي أخرجه ابن ماجه، وأبو يعلى، والطبراني (١) وإياكم أن تستوفوا منهم عملهم ولا توفوهم أجرهم، فالله خصمهم يوم القيامة، فقد أخرج البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجلٌ أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرًّا ثم أكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا واستوفى منه العمل ولم يوفّه أجره)) (٢).

أيها المستأجرون والأجراء وضِّحوا- فيما بينكم- نوع العمل ومقدار الأجر، واتقوا الله جميعًا في الوفاء، وليكن هديكم هدي الأنبياء عليهم السلام ومن تبعهم بإحسان وضوحا ووفاء، ورفقًا. قال تعالى: {قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين * قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل} (٣).

أيها المستأجرون! أنصفوا العمال وإياكم وظلمهم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وإذا سوّلت لك نفسك أنك قادر على ظلم العامل أو بخسه حقَّه فتذكر رقابة الله عليك، وإياك أن تسيء إلى الإسلام من حيث تشعر أو لا تشعر، فيتصور الجهلة أن هذه الأخلاق أخلاق الإسلام، وأن تلك سمات المسلمين، والواقع أنه خطؤك والإسلام منه براء، وليس كلُّ المستقدمين يدرك هذا.


(١) صحيح الجامع ١/ ٣٤٩.
(٢) كتاب البيوع ٤/ ٣٤٦، جامع الأصول ١١/ ٧٠٨.
(٣) سورة القصص، الآيتان: ٢٧ - ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>