للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحين تتأكد حاجة المجتمعات إلى مكارم الأخلاق في كل حين فحاجتها لذلك أشد حين يقلُّ الوفاء، وتطغى الماديات وتسود الإحن، وتظهر الخلافات، وتبرز الأنانيات وتكثر الخيانات، ويصبح الغدر والمكر سياسة ودهاء.

وليس بخافٍ أن الحياة الكريمة تبنى على أساس من الصدق والعدل والمروءة والكرم، والبرِّ، والوفاء والإحسان.

ويوم يتباهى الناس بالمكر والخديعة، ويروج الغدر والكذب، ويسود البخل ويطوى بساط المروءة والحياء، ولا يكاد يذكر الوفاء إلا نزرًا. تصبح الحياة جحيمًا لا يطاق .. وتقود هذه الخلال إلى طريق الهاوية في الدنيا والجزاء من جنس العمل يوم المعاد.

إخوة الإيمان! خُلُقُ الوفاء واحد من مكارم الأخلاق جاءت نصوص الشرع حاثة عليه، ومؤكدة الوفاء بالعقود والعهود.

{ياأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود} (١)، {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا} (٢).

إن الوفاء بالعهد أمر ومسئولية، والوفاء بزّ وإحسان {والموفون بعهدهم إذا عاهدوا} (٣)، ومن صفات المؤمنين {والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون} (٤).

أما الغدر والتنكر للجميل والخلف في المواعيد، فتلك من سيما المنافقين {ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين * فلما


(١) سورة المائدة، الآية: ١.
(٢) سورة الإسراء، الآية: ٣٤.
(٣) سورة البقرة، الآية ١٧٧.
(٤) سورة المؤمنون، الآية: ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>