للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعد العلماء الإسراف في الوضوء من (الوسوسة) المنهي عنها، ومن (مصايد الشيطان) للإنسان، وساق ابن القيم يرحمه الله في فصل (الإسراف في الوضوء والغسل) أكثر من حديث في ذلك، فليراجعه من شاء (١).

يا أخا الإيمان! ناهيك عن الإسراف في الشهوة، وتفريغ الطاقة في غير موضعها التي أمر الله بها، سواء كان ذلك عن طريق الزنا، أو اللواط .. عافانا الله والمسلمين من أسباب الردى، ومن صفات المؤمنين أنهم {لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} (٢).

وليس يخفاك مصير قوم لوط، وقد سمى الله جُرمهم إسرافًا، كما في قوله تعالى: {أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين * إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون} (٣).

ونهى الله عن (الزنا) واعتبره {فاحشة وساء سبيلا} (٤).

أيها المسلمون! ثمة إسراف عند فئة من الناس يحسن التنبيه عليه، إنه الإسراف في العزاء، حين يتكلف أهل الميِّت بإقامة الولائم للمعزين وربما خصوا اليوم الأول أو الثالث، أو الرابع، أو في الأربعين .. وكلُّ ذلك بدع منكرة لا أصل لها في شريعة الإسلام.

قال جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه: ((كنا نعدُّ الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة


(١) إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان ١/ ٢١٧.
(٢) سورة المؤمنون، الآيات: ٥ - ٧.
(٣) سورة الأعراف، الآيتان: ٨٠، ٨١.
(٤) سورة الإسراء، آية: ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>