للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُعْني مولى عن مولى شيئًا {يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا} (١)، أتدري كيف تكون هذه الشفاعة؟ إنها في الصيام وتلاوة القرآن، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربِّ، إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفِّعني فيه، ويقول القرآن أي ربِّ منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيُشفَّعان)) (٢).

ولم لا يستبشر الصائمون برمضان وأبواب السماء تُفتح للسائلين ويستجيب الله للداعين الصادقين بشكل عام، كما قال تعالى إثر آيات الصيام: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} (٣).

ولشهر رمضان على الخصوص دعوة مستجابة، كما روى الإمام أحمد بسند جيد عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لكل مسلم دعوة مستجابة يدعو بها في رمضان، وللصائم عند فطره دعوة لا ترد)) (٤).

ولماذا لا يفرح المسلمون بشهر رمضان وهو سبب لمغفرة الذنوب، وفي الحديث المتفق على صحته عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه)).

وكيف لا يغتبط المسلم ويسعد بالصيام وهو طريق إلى عدم الظمأ في يوم يساق فيه المجرمون إلى جهنم وردًا، ويلجم الناسَ العرقُ إلجامًا، وهم في تلك


(١) سورة طه، الآية: ١٠٩.
(٢) أحمد والطبراني والحاكم وغيرهم عن ابن عمرو، صحيح الجامع الصغير ٣/ ٢٦٨.
(٣) سورة البقرة: الآية: ١٨٦.
(٤) انظر دروس رمضان، للشيخ: سلمان العودة.

<<  <  ج: ص:  >  >>