للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

((مثل أمتي مثل المطر لا يُدرى آخره خيرٌ أم أوّلهُ)) (١).

وورد في حديث آخر ((إن الله لا يزال يغرس في هذا الدين غرسًا يستعملهم فيه بطاعته)) (٢).

أيها المسلمون! كما تُحذر طرائق اليهود والنصارى، وفارس والروم -لمن أراد سلوك الصراط المستقيم، والبعد عن أصحاب الجحيم- فينبغي الحذر من صنف آخر هم من أبناء جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، ولكنهم دعاة على أبواب جهنم، كشف شرورهم حذيفة رضي الله عنه وهو يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرِّ مخافة أن يدركه، في وقت كان الناس فيه يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، ويقول: يا رسول الله: إنا كنا في جاهلية وشرٍّ فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: ((نعم) قلت: وهل بعد ذلك الشرِّ من خير؟ قال: ((نعم، وفيه دَخَن) قلت: وما دَخَنَه؟ قال: ((قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هدي، تعرف منهم وتنكر) فقلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: ((نعم: دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها)). فقلت: يا رسول الله فما ترى؟ وفي رواية: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: ((تلزم جماعة المسلمين وإمامهم؟ )) قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: ((فاعتزل تلك الفرق كلَّها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك)) (٣).

اللهم اعصمنا من الشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن، واسلك بنا صراطك


(١) أخرجه الترمذي وحسنه ورواه أحمد في مسنده، وهو حديث حسن صحيح بطرقه (جامع الأصول ٩/ ٢٥١).
(٢) رواه ابن ماجه، وأحمد بنحوه. انظر: تعليق محقق الاقتضاء لابن تيمية ١/ ٧٠.
(٣) أخرجه البخاري ومسلم، (جامع الأصول ١٠/ ٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>