للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والزنا إلا أحلوا بأنفسهم عقاب الله» (١).

أيها المسلمون .. يقال هذا وأكثر بمناسبة اليوم العالمي لمواجهة مرض الإيدز، والمصادف للعشرين من هذا الشهر (رجب).

إنه الشبح المخيف والمرض المرعب واللوحة السوداء لحضارة الرجل الأبيض إنه ثمرة الانحراف الخلقي ونتيجة الزهد في القيم، وهو نموذج مشين لأي حضارة لا يرعاها الإسلام ولا يتولى دفتها المسلمون.

أجل لقد بلغ الغرب مبلغا من التطور والتقنية المادية وبلغ حدا لا يجارى في الصناعة والتقدم التكنولوجي، ولكنه أفلس في قيادة العالم في المضمار الحضاري بمفهومه الصحيح برعاية القيم، واعتبار الخُلق والمحافظة على الطهر والعفاف.

إن انتشار مرض الإيدز وإعلان العجز عن مقاومته مؤشر لهذا الإفلاس الحضاري ومانع من القيادة الراشدة لركب سفينة العالم.

إخوة الإسلام .. مرض الإيدز أو نقص المناعة المكتسبة، هو وباء آت من فساد الأخلاق، وإن الطريق الوحيد الذي يسلكه فيروس هذا المرض نحو جسم الإنسان يمر عبر بوابةٍ واحدة فقط هي: بوابة الرذيلة والفساد (٢).

وعلى الرغم من مرور حوالي خمسة عشر عامًا على اكتشاف هذا المرض، إلا أن العلم الحديث بكل إمكاناته التقنية ما زال يقف قاصرًا معلنًا عجز كلِّ محاولاته التي لم تتوقف طوال السنوات الماضية أمام علاج هذا المرض - بل إن خيبة الأمل في التعامل مع هذا الفيروس قد تعددت إلى عدم التوصل إلى لقاح ((أي تطعيم)) ضد


(١) رواه أحمد بسند حسن (صحيح الجامع الصغير ٥/ ١٤٦).
(٢) مجلة المجتمع.

<<  <  ج: ص:  >  >>