للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمصاحبة الأخيار، والحذر من الأشرار يقول تعالى: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا} (١).

وإذا كانت هذه دعوة وتحذيرًا في الدنيا .. فالأمر في الآخرة أشد وأدهى، يقول تعالى: {ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * ياويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا} (٢).

عباد الله! ما أعظم الفتن في اختيار الخليل بين فئتين، قال الله عنهما: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} (٣).

وكيف يزهد في اختيار الرفقة الصالحة من يسمع نبيَّ الهدى والرحمة يقول: ((إن من عباد الله أناسًا ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء بمكانهم من الله عز وجل)). قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال: ((هم قومٌ تحابُّوا بروح الله على غير أرحامٍ بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس)). ثم تلا هذه الآية: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} (٤).

يا أخا الإسلام! إن من البلاء والفتنة والخيبة والخسران أن تتخذ لك في الدنيا


(١) سورة الكهف، الآية: ٢٨.
(٢) سورة الفرقان، الآيات: ٢٧ - ٢٩.
(٣) سورة الزخرف، الآية ٦٧.
(٤) سورة يونس، الآية: ٦٢. والحديث رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني في المشكاة (٥٠١٢) ٣/ ١٣٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>