للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هم العدو الخفي (١)

كثرتهم وخطرهم

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون}.

{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}.

إخوة الإيمان! لقد تحدث القرآن الكريم عن طوائف من الأعداء ليحذر المسلمون صنيعهم، ولتتقوا شرورهم، ولتستبين سبيل المجرمين، لكنه خصَّ بالعداوة قومًا، وحذّر وأنذر واستوعب الحديث فئة اندست قديمًا .. ولا تزال تندس بين صفوف المؤمنين حديثًا خداعًا وكذبًا وتزويرًا. قال الله فيهم: {هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون} (٢)، وحذّر النبي صلى الله عليه وسلم منهم، واشتدّ خوفه على أمته منهم فقال: ((أخوف ما أخاف على أمتي كلُّ منافق عليم اللسان)) (٣).


(١) ألقيت هذه الخطبة في يوم الجمعة الموافق ٢٤/ ١/ ١٤١٨ هـ.
(٢) سورة المنافقون، الآية: ٤.
(٣) أخرجه ابن عدي في الكامل وغيره بسند صحيح (صحيح الجامع الصغير ١/ ١٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>