للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء في بعض الروايات ((وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم)) (١).

أيها المسلمون! من علامات المنافقين التكاسل عن الطاعات والمراءات حين يؤدون الواجبات، ومن المحكَّات التي تكشفهم الصلوات المكتوبة إذ هي أعظم شعيرة في الدين وثاني أركان الإسلام بعد الشهادتين، والله يقول عن المنافقين {إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا} (٢). وقال تعالى: {ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى} (٣). فالقيام للصلاة من قبلهم بكسل، ولولا مراءات الناس ما قاموا، ولذا تراهم لا يذكرون الله فيها إلا قليلًا، وينكشف المنافقون أكثر في صلاتي العشاء والفجر - حيث تقلُّ الرقابة وتثقل عليهم الطاعة: ((أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما من الأجر لأتوهما ولو حبوًا)).

يؤخرون الصلاة عن وقتها، وينقرونها نقر الغراب، ويلتفتون فيها التفات الثعلب، وقلِّ ما يشهدون الصلاة مع جماعة المسلمين، ألا فاحذر أيها المسلم مشابهة المنافقين، وأخرج نفسك من دائرة النفاق، وإذا كان هذا شأنهم في الصلاة فلا تسأل عن حالهم في الصيام، أما في الزكاة والصدقات، فقد شهد القرآن ببخلهم وقبض أيديهم، وقال فيما قال عنهم: {ولا ينفقون إلا وهم كارهون} (٤).

عباد الله! حين يتفق العقلاء أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضمانة بقاء


(١) رواه مسلم.
(٢) سورة النساء، الآية: ١٤٢.
(٣) سورة التوبة، الآية: ٥٤.
(٤) سورة التوبة، الآية: ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>