للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وينبغي أن يترفع الإنسان المكرم بصبره عن صبر البهائم التي تأكل حين تجد المرعى، وتصوم إجبارًا حين يعز المرعى، فما بالله حاجة أن يدع الإنسان طعامه وشرابه دون جدوى، لكنه السر العظيم يراد للإنسان أن يدركه فيشكر ربه على أن هيأ له ما يأكل منه ويشرب، وقد حرم منه آخرون، ويتوب إلى بارئه ويستغفره ويعبده حق عبادته.

لا ترد، كما قال عليه الصلاة والسلام: «ثلاثة لا ترد دعوتهم، الإمام العادل، والصائم حين يفطر، ودعوة المظلوم» (١).

وليحرص السلم على الدعاء عند الإفطار، فللصائم عند فطره دعوة لا ترد، كما صح بذلك الحديث (٢).

كما يحرص على الاستغفار بالأسحار قال تعالى: {والمستغفرين بالأسحار} ولا يخص أن حضور القلب والإلحاح في الدعاء والبدء بحمد الله والثناء عليه، والختم بالصلاة والسلام على نبيه صلى الله عليه وسلم كل ذلك من آداب الدعاء .. وهل غاب عن ذهنك أيها المقصر أن الله تعالى يغفر الذنوب جميعًا مع التوبة وصدق التوجه، وأن لله تعالى نفحات في رمضان حري بك أن تستفيد منها، فقد روى الإمام أحمد رحمه الله في مسنده بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله عتقاء في كل يوم وليلة، لكل عبد منهم دعوة مستجابة».

وفي الحديث الآخر عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لله عند كل فطر عتقاء».


(١) المرجع السابق/ ٩٧.
(٢) رواه أحمد وصحح إسناده المنذري والألبانى الصيام/ ٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>