للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مطولًا عن الاتّباع، ويقف على آيات كثيرةٍ في هذا الباب، ويلفت نظره تنوعُ الاتباع بين محمود ومذموم، وضارٍّ ونافع، بين اتباعِ الهدى والهوى، وبين اتباعِ سُنن المرسلين، وسبيل الذين لا يعلمون.

كما يدرك أثر وعواقب الاتباع لهدي الله، وأثر وعواقب اتباع خطوات الشيطان .. ويعرض القرآنُ صورًا للمجادلة بين الأتباع، والمتبوعين، وكيف يحاول بعضهم البراءة من بعض، ويُلقي كلُّ طرفٍ باللائمة على الطرف الآخر، وفي النهاية قالوا: {إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ} (١).

عباد الله: وأصلُ الاتباع وأنفُعهُ ما كان لهدي الله وصراطه المستقيم، وذلك أمان -بإذن الله - من الضلالة والشقوة، كما قال تعالى: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى} (٢)، ولا خوف ولا حُزْن عليهم في اتباع هدى الله: {فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (٣).

وفي اتباع صراط الله كذلك، أمانٌ من الضياع والفُرقة، قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} (٤).

وكيف لا يتبعُ العبدُ سبيل الله وهو الذي خلقه وهو أعلمُ بما يُصلحه: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (٥).

ولا يستوي من يتبعُ رضوان الله فيما شرعه، ومن يستحق غضب الله بإعراضه:


(١) سورة غافر: الآية ٤٨.
(٢) سورة طه: الآية ١٢٣.
(٣) سورة البقرة: الآية ٣٨.
(٤) سورة الأنعام: الآية ١٥٣.
(٥) سورة الملك: الآية ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>