للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَن بَاءَ بِسَخْطٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (١).

فإن قلت: فما الطريقُ الموصلةُ لاتباع هدى الله؟ فالجواب: أنها حاصلة باتباع القرآن {وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ} (٢). وباتباع المرسلين: {قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢٠) اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ} (٣).

{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} (٤).

وبالجملة فالاتباعُ بالمعروف، والإحسان سيما المؤمنين، وهو في دائرة الاتباع المشروع المحمود.

وما أحوج البشرية إلى هذا النوع من الاتباع، إنْ في الحياة الدنيا، أو في الآخرة ويوم يقوم الأشهاد.

أما الاتباع المذموم فتتنوع سبلُه، ويتعاظم خطره ويصابُ أصحابهُ بالخسارة في الدنيا والآخرة. ومنه اتباع الشيطان، قال تعالى: {وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ} (٥). وخطوات الشيطان يدخل فيها سائرُ المعاصي المتعلقة بالقلب واللسان، والبدن، كما قال المفسرون (٦).

ومهما بلغ الشيطانُ في الوسوسة والإغراء والإغواء، فيظلُ أثره وكيده ضعيفًا على أهل الإيمان والتُّقى، ويتعاظم أثرُه كلما قلَّ الإيمان.


(١) سورة آل عمران: الآية ١٦٢.
(٢) سورة الأنعام: الآية ١٥٥.
(٣) سورة يس: الآية ٢٠، ٢١.
(٤) سورة آل عمران: الآية ٣١.
(٥) سورة النور: الآية ٢١.
(٦) السعدي، «تفسير كلام المنان»: ٥/ ٤٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>