للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلاقات الأسرية بشكل عام، حتى وإن قوبل الإحسانُ بالإساءة، والوصل بالقطيعة، قال رجلٌ: إن لي قرابة أصِلُهم ويقطعوني، وأحسنُ إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فأقره صلى الله عليه وسلم وقال: «إن كنتَ كما قلتَ فكأنما تسفُّهم الملّ، ولا يزال معك من الله ظهيرٌ عليهم ما دمت على ذلك» رواه مسلم. وفي التوجيه النبوي الآخر، قال صلى الله عليه وسلم: «ليس الواصلُ بالمكافئ ولكن الواصلَ الذي إذا قُطعت رحمهُ وصلَها» رواه البخاري.

عباد الله: وإذا كان هذا جانبًا من بناء العلاقات الاجتماعية في الإسلام .. فالأمر كذلك في جوانب المال والاقتصاد، فالعلاقةُ بين الغني والفقير تُبنى على أساس من العطف والرحمة والإيثار والمواساة، وإنظار المعسر، وحسن القضاء، فالفقير يُعان ويُتصدّق عليه، أو تدفع الزكاة له، ويُقرض قرضًا حسنًا، ولا يُلح عليه في الأداء إن كان معسرًا {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} (١).

{وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (٢٤) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} (٢).

«اتقوا الله ولو بشق تمرة» إلى غير ذلك من نصوص تحث على البذل والصدقة والإحسان.

وبكل حالٍ فلا ينبغي أن يكون المال دولة بين الأغنياء، ويحرم منه أصحاب الحاجات والفقراء.

قال تعالى: {كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ} (٣).


(١) سورة البقرة: الآية ٢٨٠.
(٢) سورة المعارج: الآيتان ٢٤، ٢٥.
(٣) سورة الحشر: الآية ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>